أجرت إدارة المعرفة بدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، دراسة ميدانية استطلاعية على عينة من الأسر بعنوان "أثر الاستعانة بالعمالة الوافدة في المنازل على التنشئة الاجتماعية للأطفال" ضمن مشاريع الدراسات والتقارير الاجتماعية والأسرية التي تعدها الدائرة بشكل دوري. و لخصت الدراسة التي شملت عينة ممثلة لمعظم شرائح المجتمع، حيث أكد نحو 25% من المشاركين في الدراسة أنَّ استخدامهم العمالة المنزلية جعل أطفالهم أكثر"عرضة للتحرش الجنسي"؛ فيما أفصح نحو 29.5% من العينة عن تعرض الطفل " لإضطراب وخلل في المتعقدات والعبادات" ، إذ أن هذه الإشكالية من أهم المشكلات التربوية والدينية والأخلاقية الناتجة عن وجود الخادمة المنزلية الوافدة لما تتمثل به من تأثير على الدين والعقيدة، فيما أبدى نحو 31% من أفراد العينة "تعرض أطفالهم للعنف المنزلي من قبل العاملات المنزليات". ونتيجة لغياب الأسرة المتواصل عن المنزل، يرى 31.4% من العينة، أن تفرد العاملة المنزلية بالطفل أدى الى "خلل في عملية التنشئة الاجتماعية والأخلاقية " لدى الاطفال، فيما أكد نحو 38.3% من العينة "تأثر الأطفال بعادات وقيم سلبية" بعيدة عن القيم المجتمعية، مما انعكس سلباً على تربية الطفل سلوكياً وأخلاقياً. وفيما يخص تعلق الطفل بالخادمة فقد أشارت النتائج أن نحو 32.5 % كانوا اكثر تعلقاً بالخادمة من الأم؛ كما جاءت نتائج الدارسة لتؤكد أن 40% من العينة يرون أن أطفالهم صاروا يفتقدون لحنان الأم جراء غيابها عن البيت لفترات متفاوتة، فضلاً عن إشكاليات ضعف المستوى اللغوي، الذي أشار إليه 49.8% من العينة. وقال جاسم محمد الحمادي مدير إدارة المعرفة؛ أن هذه الدراسة أجريت خلال الربع الأخير لعام 2017 حيث استهدفت عينة ممثلة لمعظم الشرائح الأسرية والتي بلغ قوامها نحو 600 أسرة ممن يستعينون بالعمالة المنزلية، لافتاً إلى أن نتائج هذه الدراسة تعطي مؤشرات تعكس مدى خطورة تأثير العمالة المنزلية الوافدة على أطفالنا، محذراً انعكاس هذا التأثير السلبي على عادات وسلوكيات المجتمع في المستقبل. وأفاد جاسم الحمادي أن الدراسة قد خلصت إلى جملة من التوصيات أهمها ، ضرورة تنفيذ برامج توعية لأفراد المجتمع والأسر بأهمية عناية الأهل بأطفالهم والتقرب منهم قدر الإمكان، وعدم الاتكالية الكاملة على عمال المنازل، واتباع أساليب تربوية من شأنها حماية أطفالهم من التأثيرات السلبية لتعامل الطفل مع العمالة المنزلية الذي يجب أن يقتصر دورها على الأعمال المنزلية بعيدة الصلة عن الطفل. وحث الحمادي وسائل الإعلام المختلفة على توعية الآباء والامهات، وكذلك الدور التوعوي المنوط بـ المؤسسات التربوية، والأندية، والمدارس، والجمعيات حول أهمية دور أفراد العائلة في التربية والرعاية معاً لحماية الأطفال ونشأتهم الاجتماعية السوية القائمة على الثقافة والقيم الوطنية السليمة.