كثيرة هي المخاطر التي تحيط بالطفل جراء استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبح موضوعها يؤرق معظم الأسر حاليا، خاصة وأنه لا يخلو بيت من وجود أجهزة الكترونية من هواتف وحواسيب محمولة إلى الألواح الإلكترونية وغيره، هي في متناول الجميع كبارا وصغارا. وبحسب مريم القصير مدير إدارة التثقيف الاجتماعي في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، فان استخدام مواقع التواصل الاجتماعية من قبل فئة الأطفال يجب أن يتم بطريقة صحيحة وأن يكون الطفل مدربا على كيفية التعامل معها كي يتقي شرها، مع التركيز أولا وأخيرا على دور الأسرة الكبير في تجاوز هذه المشكلة بأقل الأضرار الممكنة، خاصة وأن منع الأطفال عن استخدام الأجهزة الإلكترونية أصبح ضربا من الخيال. الأطفال ضحايا وتشرح القصير كيفية تجنب الأطفال لسلبيات هذا العالم الفضائي المفتوح وغير محدود بضوابط بل على عكس ذلك، والأطفال هم من ضحايا هذا العالم، بل قد يكونوا من المستهدفين منه، حيث يقع على عاتق الأسرة، دور كبير في حماية أبنائها من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال إعداد أدوات الرقابة الأبوية والاشتراك في خدمات الإنترنت الآمن، التي تمنع عرض محتويات إباحية ومشاهد غير مناسبة للطفل، فمعظم محركات بحث الويب تحتوي على خاصية "البحث الآمن" والتي تسمح للوالدين بتحديد المحتوى الذي يمكن لأطفالهم الوصول إليه أثناء اتصالهم بالإنترنت. وتستطرد قائلة، من الأساليب الناجحة مشاركة الأم والأب أو كلاهما معا في الألعاب الإلكترونية التي يمارسها الطفل، وكيفية تقديم نصائح إليه في ذلك الشأن. كما تنصح مدير إدارة التثقيف الاجتماعي بتشجّيع الأهل لأطفالهم على مساعدة أصدقائهم إذا كانوا يتخذون خيارات سيئة أو يتعرضون للأذى والإبلاغ عن الحوادث للبالغين الموثوق بهم، كما من الضروري تعليم الطفل كيفية التفاعل بأمان مع الأشخاص "الذين يلتقون بهم" عبر الإنترنت وتنبيههم بعدم استعراض أي من المعلومات الشخصية لكونهم لا يعرفون مع من يلعبون. كما يصبح الطفل مدمنا على استخدام الإلكترونيات ما يؤثر على مواعيد نومه للاستيقاظ صباحا والذهاب إلى المدرسة وكما يؤثر على ممارسته للأنشطة الأخرى في المجتمع، والتأثير على صحته النفسية لاستخدامه المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي ما يترتب عليه زيادة في مشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب، كما يحدث تأثير من جراء الاستخدام الزائد للتواصل الاجتماعي يؤدي إلى اضطراب في النوم والصحة البدنية. العزلة عن العالم الخارجي ومن الآثار السلبية، التأثير على التطور الاجتماعي للطفل بسبب عزلته واستخدامه لساعات طويلة للألعاب، ما يؤدي إلى عدم تفاعله مع الآخرين في الواقع، كما وتتأثر لغته الأم ويعمد إلى التلفظ بألفاظ نابية نظرا لاختلاطه بالعديد من الأشخاص غير المعروفين ومن جنسيات مختلفة خلال استخدامه للألعاب الإلكترونية المفتوحة للمشاركة أمام الجميع ومن دون ضوابط. ومن الأمور الخطرة تعرضه لمحتوى مناف للأخلاق يؤثر على تطوره النفسي قد يسبب الصدمة النفسية عند مشاهدته. وهذا ما وجهناه مع بعض الحالات الواردة وتعود إحداها لطفلة ذات 10 أعوام كانت تلعب على هاتفها النقال وفجأة ظهرت لها مشاهد إباحية وأصيبت الطفلة بالصدمة النفسية ولم تعد قادرة على النطق وصمتت عن الكلام وانعزلت عن الآخرين من الجنسين حتى مع أمها ووالدها، والحمدالله استطعنا إخراجها من عزلتها باحتواء أهلها لها وعدم لومهم لها أو الصراخ عليها بل التحدث معها بلطف ومحبة لتجاوز ونسيان الأمر، وهنا لا يجب لوم الطفل لأن قدراته العقلية غير مكتملة وغير قادر على التفرقة بين الخطأ والصواب بل على الأهل إغلاق كافة المواقع غير المناسبة للأطفال وإذا لم يكونوا على دراية باستخدام التقنيات فلا بأس بالانخراط في أحد الدورات التدريبية أو البحث عنها في النت حيث يوجد الكثير من الحلول. مرحلة الاستكشاف وتشرح مريم القصير سبب تأثر الطفل وارتباطه بمشاهدة المواقع الإلكترونية أو الألعاب الإلكترونية بالقول: يبدأ الطفل مع بدايات مرحلة الطفولة المبكرة بالاستكشاف وتحديدا من سن السادسة فهو يريد أن يتعرف على هذه الأجهزة خاصة الألعاب الإلكترونية التي تثيره بألوانها وحركاتها وموسيقاها، وهذه المرحلة العمرية هي مرحلة التنشئة الاجتماعية وإذا لم تركز الأسرة فيها على الطفل، فسوف يقع في دائرة الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعية وتزداد عنده شراهة الاستكشاف مرة بعد مرة بداية مع الألعاب الإلكترونية والتي تعد الأكثر جذبا للطفل حيث تطلب منه اختيار الشخصية الأقوى والسلاح الذي سيفتك به العدو وكذلك اختيار الأزياء. من هنا يبدأ غراس العنف في شخصيته لكون معظم الألعاب الإلكترونية تدور في فلك العنف والدفاع والأسلحة والحرب، وكلها تعتمد أساليب مدمرة لشخصية الطفل ليتحول إلى العدوانية في التعامل بدلا من تعلمه لأساسيات التواصل مع الآخرين من أقرانه أو محيطه الطبيعي. انتهاك الخصوصية وتضيف أن الطفل يتعرض لانتهاك الخصوصية من خلال مشاركته بمعلومات عنه لكونه لا يعي مخاطر هذا الأمر، وبكونه سيتعرض للاستغلال الإلكتروني، وهنا أشدد بالقول بأن العصابات الإلكترونية والهاكرز تتربص بفئة الأطفال بالدرجة الأولى، لكونهم غير واعيين ولا يعرفون مخاطر الأمور، وهذا ما بينته العديد من الدراسات والبحوث العلمية في هذا المجال بسبب أن قدراتهم العقلية ليست مكتملة، ولأنهم في مرحلة الاستكشاف: يجذبهم أن أحدا يريد التعرف عليهم ويتكلم معهم ويلعب معهم، وأن يصبح لديهم صداقات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعية من دون وعي، وكافة الأطفال يتأثرون سلبا منها، أكانوا أطفالا مهملين أو مهتمين من أهلهم، وبالمناسبة فالإهمال يأتي على قائمة الاعتداءات الخمسة اللفظية والجسدية، والجنسية والعاطفية. وختمت كلامها مؤكدة على أهمية الحوار بين الأهل والطفل ونصحت بالابتعاد عن أسلوب التهويل والوعيد ما يسبب الخوف لدى الطفل وبالتالي يبدأ "بالنبش" على المعلومات والمشاهدات أكثر من الأول، واقترحت باستخدام الأسلوب القصصي بحيث تصل المعلومة للطفل عن طريق سرد قصة أو موقف.