جاء استخدام الأجهزة الإلكترونية والمواقع الاجتماعية مطلباً أساسياً في حياتنا فرضته الظروف الحياتية التي عشناها أو التي نعيشها حاليا، ومن أبرزها جائحة كورونا التي قلبت الأمور رأسا على عقب، في يومياتنا وفي علاقتنا الاجتماعية والمهنية والصحية وغيره، فتحولت علاقتنا وحياتنا إلى حياة افتراضية، مما اقحمنا أكثر فأكثر أمام الألواح الإلكترونية والحواسيب، وفي المقابل تضاءل حجم الحوار العائلي في الأسرة وأصبح كل فرد فيها منكبا أمام حاسوبه أو لوحه الالكتروني. كل تلك الأمور نتج عنها الكثير من المشاكل، خاصة فيما يتعلق باستخدام الأطفال لهذه الأجهزة ، وبدأنا نسمع الكثير عن المشاكل الإلكترونية، ضحاياها الأطفال، كما تقول مريم القصير مدير إدارة التثقيف الاجتماعي في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، بسبب قلة الحوار والنقاش بين أفراد الأسرة الواحدة، وبعد الانتهاء من الجائحة برزت تلك المشاكل والتي بدأت تؤرق ليس الأسرة فقط بل المجتمع ككل، خاصة وأن الكثير من الأهالي تركوا أطفالهم يلهون على الهواتف النقالة لفترات طويلة، ما أسفر عن مشاكل أسرية لم تكن مطروقة من قبل فعلى سبيل المثال، احدى الأمهات تخبر أنها كانت تدع الموبايل مع ولدها ابن السنة ونص السنة لساعات وساعات، ولم يعد يتجاوب مع من حوليه واكتشفت لاحقا انه مصاب بطيف التوحد وحاليا تعالجه وهو يتحسن لكونها قطعت عنه التلفون النقال، فاستخدام هذه الأجهزة تمنع سماع الأصوات المحيطة وإنما فقط صوت الهاتف وكذلك تسبر الشاشة والألوان والحركات غور الطفل فلا يعود لديه أي إحساس بمحيطه بل على العكس ينفصل تماما وبزيادة وقت المشاهدة لساعات وساعات يؤدي الى التوحد، وهناك قصة أخرى لأم كانت تضطر لحمل ولدها معها إلى العمل وهو بعمر الـ6 شهور وتلهيه بالموبايل وللأسف أصيب أيضا بطيف التوحد. وتعقب القصير، من هنا نؤكد على ضرورة الحوار العائلي بشكل يومي ولو لفترة قصيرة كونه أكبر سلاح لمواجهة مشاكل الانترنت ومواقع التواصل. وتقول القصير، بسبب المشاكل الالكترونية بدأت تردنا طلبات من المدارس وأولياء الأمور بضرورة طرح برنامج يتضمن تقديم ورش تثقيفية حول السلامة الرقمية والتي تعني الاستخدام الصحيح للأجهزة الإلكترونية والمواقع، والطرق المختلفة والمتعددة التي تكون غايتها حماية الحسابات الإلكترونية والانترنيت المتعلقة بالحاسب الآلي وحماية الملفات من التسلل والتدخل من المتطفلين عبر المواقع الإلكترونية، بحيث يتم تثقيف 3 فئات: أولياء الأمور والطلبة من كل المراحل الدراسية وكبار السن، وبدأنا كإدارة بتطبيق البرنامج منذ سنة وأكثر، وشمل العديد من المدارس الخاصة والحكومية في كل من الشارقة وعجمان وأم القيوين وراس الخيمة، أما المناطق البعيدة فيقدم البرنامج افتراضيا. وتبين أن القصص التي وجدناها في المدارس عن حالات تنمر إلكتروني بسبب تطفل طالب على طالب آخر وذلك عبر التسلسل الى صفحته الإلكترونية حيث يوجد لكل طالب حساب شخصي يستخدمه للدخول إلى البرامج والحصص الدراسية، ولكن يحدث ان يكشف طالب عن رقم حسابه لولد آخر، ويحدث اختراق الحسابات ويبدأ التطفل وفي كثير من الأحيان الإساءة عبر وضع صور غير لائقة او كتابة أجوبة خاطئة في مادة ما كي يرسب الطالب وهكذا. وبالنسبة لكبار السن فهم أيضا عرضة للاختراق من متطفلين الذين يستغلونهم لعدم معرفتهم باستخدام الأجهزة الالكترونية ويطلبون ارقام حساباتهم، أما أولياء الأمور فالبرنامج يوجههم للتصرف السليم حيال التوعية والتعامل السليم مع أطفالهم ومراقبتهم بذكاء. وتعلق القصير بالقول، وبالاتفاق مع قسم تقنية المعلومات بالدائرة وضعنا استراتيجية السلامة الرقمية لثلاث فئات هم الأطفال، أولياء الأمور، وكبار السن الذين هم أيضا عرضة للخداع والسرقة عبر الاتصالات الهاتفية، فعلى سبيل المثال يتلقون اتصالا من أحدهم يفيدهم بأن هويته انتهت صلاحيتها وعليه ان يجددها طالبا رقمها كي يستطيعون التعرف على كافة بياناته وسحب المبالغ الموجودة في حسابه، أما الأطفال يجب أن يكون استخدام صحيح من خلال برنامج السلامة الرقمية للأطفال تقدمه إدارة التثقيف الاجتماعي لزيادة نسب الوعي لديهم بهذا الجانب من خلال مشاركتنا في الفعاليات والمناسبات والمعارض المفتوحة وزياراتنا للمدارس وغيره حيث يتم تقديم مشاهد تمثيلية تحاكي ما يحدث في غرف الحديث أو من خلال الألعاب ويتم عرض التصرف السليم الواجب القيام به حيال الاختراق. ولأولياء الأمور: فيقدم البرنامج التوعية بضرورة فتح "خاصية الأبوة" المتوفرة في كافة الأجهزة الرقمية إن بالهواتف أو الحواسيب الآلية، خاصة التي يستخدمها الأطفال وتكون مرتبطة بجهاز الأم أو الأب، فيأتيهم إشعار بأن صاحب هذا الرقم يريد تنزيل هذا البرنامج فهل أنتم موافقون، وهكذا لا يعود بإمكانهم تنزيل أي برنامج أو خاصية إلا بموافقة ولي الأمر بمجرد النقر على كلمة رفض. مدة الاستخدام عبر التطبيقات وتحديد المدة التي يحددها الاهل. وتعقب قائلة، أن دخولنا على المواقع والمنصات، واستخدامنا للبرامج الإلكترونية في وقتنا الحالي أصبح مطلب وحاجة ضرورية، لأن جميعنا معرضون لمواجهة تهديد من قبل الأشخاص الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية للضرر بالآخرين، ولكن بتطبيقنا للسلامة الرقمية يتحقق لنا الأمن والحماية. والدراسات بينت أن استخدام الهواتف الذكية بمرحلة الطفولة الأولى حتى 4 سنوات، لها سلبيات خطيرة عليهم وتحديدا الإصابة بالتوحد، والتعرض للقرصنة للفئة الأكبر سنا. وتنبه القصير من الألعاب التي يلعبها الأطفال على الأجهزة الالكترونية، حيث لا يعرف الطفل من الذي يشاركه فاللعبة ويتحدث معه لتنشأ صداقة بينهما وتبدأ بالكثير من الأسئلة ويتنقل اللاعب من مكان إلى أخر ومن غرفة إلى غرفة حيث يتم ممارسة أشياء مخلة بالآداب مع وجود كلام وكتابة وصور، ليصبح الوضع أكثر خطورة، بعد تبادل أرقام الواتس آب والسناب شات أو التيك توك وغيره وطلب تبادل الصور وصولا إلى بدء مرحلة الابتزاز. وتستعرض سلبيات الاستخدام المواقع الالكترونية وهي إهدار الوقت، التعرض للقرصنة، تقليل التواصل الاجتماعي الواقعي، الغرباء المزعجين المهددين للسلامة الرقمية. وتنصح باتباع الاستخدام الآمن: على سبيل المثال، قبول التواصل وإضافة الأشخاص الذين نعرفهم بشكل واقعي فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، التأكد من مصدر الروابط التي تصل إلينا، قبل فتحها أن تكون من مصادر موثوقة. والاحتفاظ بسرية المعلومات الشخصية بعدم النشر أو إرسالها لمن يطلب، كما يفضل استبدال الصور الشخصية بصور رمزية مع عدم الافصاح برمز المرور ألشخصي، ويفضل ألا يتوحد رمز المرور على جميع البرامج الإلكترونية وأن يتم تغيره من وقت لآخر ويتميز بالقوة. كما ينصح بعدم تحميل البرامج والألعاب إلا من موقعها الأصلي والمحافظة على تحديث حماية الحاسوب بمضادات الفيروس ومتصفحات الإنترنت، عند التواصل مع الآخرين علينا مراعاة القيم الأخلاقية، سواء في الحديث الصوتي أو التعليقات أو استخدام الرموز. عدم استخدام شبكات الواي فاي المفتوحة في الأماكن العامة، والشراء من المواقع التجارية المشهورة والمضمونة واستخدام بطاقات فيزا التسوق مسبوقة الدفع كلما قلت فترة دخولنا لمواقع التواصل الاجتماعي كلما قل تعرضنا للمخاطر. وأخيرا إبلاغ الوالدين أو طلب المساعد من شخص بالغ تثق فيه. الحضور وتبليغ إدارة البرنامج الإلكتروني. التواصل مع إدارة الجرائم الإلكترونية على رقم 901 أو بخدمة الأمين: 8004888