إن بناء الثقة لدى الأطفال، وتقدير الذات، وتعزيز التوعية لديهم بحقهم في الحماية تعد من أبرز المهام التي تحرص على تطبيقها دار الرعاية الاجتماعية للأطفال، في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، والتي تغرسها في الأطفال المستفيدين من خدماتها، أو توجه الأهل لتطبيقها مع أولادهم كي ينمو بطريقة سوية ويكونوا قادرين على تحمل المسؤولية. وتنصح خديجة الزعابي اختصاصي نفسي بالدائرة، الأهالي بتطبيق هذه المنظومة مع الأطفال منذ سنوات أعمارهم الأولى وتحديدا قبيل الالتحاق بالمدرسة. وبما أن دور الدار يقوم على رعاية وحماية الأطفال، فدأبت بالعمل على أوراق عمل بحثية من مقدمي الرعاية الاجتماعية بالدار للمساعدة والتوجيه، وكان آخرها ورقة عمل بخصوص تهيئة الأطفال لموسم العودة إلى المدارس. تنظيم النوم وتشرح الزعابي نقاط جوهرية تضمنتها الدراسة وهي 6 نقاط، يأتي في مقدمتها مسألة تنظيم أوقات النوم، حيث يتعين على الأهالي تنظيم أوقات نوم أطفالهم قبل فترة لا تقل عن أسبوع على الأقل من بدء الدراسة، ولكن من الضروري أن لا تجعل النوم المبكر يبدو كعقاب للطفل، كما يجب إيقاظه بشكل تدريجي، أي إضافة ساعة أبكر كل يوم وصولا للوقت المطلوب، كما ويجب أن يحصل الطفل على قسطٍ كافٍ من النوم لإيقاظه مبكراً في اليوم التالي. وإن لم يحصل الطفل على الراحة، فسيتحول إلى طفل عصبي كرد فعل على انزعاجه. أهمية الحوار مع الطفل النقطة الثانية، هي الحديث مع الطفل عن اقتراب موعد المدرسة، ويعتبر الحوار مع الطفل من أهم الوسائل التي من شأنها التأثير بشكل إيجابي عليه وفي فترة قصيرة، لذا على الأهل التطرق للحديث بشكلٍ ممتع عن اقتراب موعد المدرسة، وتذكيره بالأنشطة الممتعة التي تقام فيها والرحلات المدرسية، وإيصاله لمرحلة عد الأيام حتى يوم بدء المدرسة. وقد يساعد الحوار على اكتشاف خلل أو مشكلة ما قد عانى منها الطفل في العام الدراسي السابق، منها التنمر بين الأطفال في المدرسة على سبيل المثال، وتعتبر هذه فرصة للأهل كي يقوموا بحلها والتواصل مع المدرسة إن لزم الأمر قبل بدء العام الدراسي. تجهيز ركن الدراسة النقطة الثالثة، تجهيز ركن الدراسة، حيث تتنوع الأنشطة والفعاليات في حياة الطفل، على سبيل المثال، العودة للمدارس، وسقوط أول سن له، فمن الممكن أن تمر مرور الكرام وبطريقة مملة، أو من الممكن جعل حياة الطفل ثرية بالفعاليات ما يعزز الطاقة الإيجابية فيه. ويعتبر تجهيز ركن الدراسة من أفضل الأنشطة التي ستجعل الطفل يترقب بدء المدرسة، ويجب مراعاة أن يكون الركن ملوناً ومحبباً للطفل، والأهم أن يكون بموقع بعيد عن الضجيج والإلهاء والفوضى، وذلك لمساعدته على التركيز خاصة خلال الأسابيع الأولى لبدء العام الدراسي الجديد. اختيار الأدوات النقطة الرابعة، السماح للطفل باختيار الأدوات المدرسية الخاصة به، وهذا الأمر قد يعتبره البعض أمرا بسيط جداً إلا أن له دورا هاما في تهيئة الطفل للمدرسة نفسياً، ويساعد هذا الأمر في زيادة حماس الطفل لأول يوم مدرسي، بالإضافة إلى غرس شعور المسؤولية فيه، ومن الأدوات، حافظات الأقلام، وصناديق الغداء والحقائب وعبوات المياه وما إلى ذلك. تنويع الأنشطة النقطة الخامسة تتعلق بأمور يجب مراعاتها عند بدء العام الدراسي وهي إدخال أحد الأنشطة فترة الدراسة، فيفضل عدم حصر موسم الدراسة على الدراسة فحسب، بل من الضروري إدخال أحد الأنشطة التي يحبها الطفل ضمن جدوله اليومي، وتتنوع الأماكن التي توفر الأنشطة الترفيهية والتي تراعي توفير أوقات تتناسب مع جدول الأطفال المدرسي. من الجدير ذكره أن على الأهل التعرف على اهتمامات طفلهم قبل الشروع في تسجيله في أي نشاط قد لا يحبه، ما سيؤثر على حالته النفسية سلباً. حقيبة الطعام النقطة السادسة والأخيرة، الاهتمام بمحتويات حقيبة طعام المدرسة حيث أثبتت الدراسات العلمية أن ترتيب صندوق طعام الطفل بشكل ظريف يدعم إقبال الطفل على تناول الطعام، لذا أصبح الأهالي يولون اهتماماً كبيراً حيال هذا الأمر، وتتوفر خيارات متنوعة من أدوات المطبخ، والتي تساعد في تشكيل السندويشات والخضار والفواكه لصندوق طعام الأطفال. كما وتعتبر عملية تحضير صندوق الغداء يومياً أمراً مرهقاً، نظراً لرغبة الأهالي في عدم تكرار الطعام وانتقاء وجبات صحية ومغذية، ولتسهيل العملية يمكن تحضير حافظات طعام للمدرسة مسبقاً بالتعاون مع الأطفال على اختيار الوجبات لأسبوع كامل، بهذه العملية ستتجنب الأم الفوضى الصباحية، وفي ذات الوقت لا يتفاجأ طفلك بوجبته داخل المدرسة وهذا الأهم. كما، قد يعتقد معظم الآباء أن تحضير وجبة كبيرة أمر مفيد وصحي للأطفال، ولكن يغيب عن الأذهان في بعض الأحيان أنهم قد ينشغلون خلال استراحة الغداء بالحديث مع أصدقائهم، مما يحول بينهم وبين إنهاء الوجبة بشكل كامل، وعليه لتفادي مثل هذه الأمور، يمكن للوالدين الاستعاضة عن الكمية الكبيرة بأنواع أكثر وكميات أصغر.