تحرص إدارة التثقيف الاجتماعي في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة على تأهيل المستشارين النفسيين والاجتماعيين والقانونيين والأطباء، وذلك من خلال الورش والدورات وغيرها من المؤتمرات التي تصب في صقل وجودة خبرة المرشد النفسي، ويأتي هذا الحرص من الدائرة لكون مهنة الاستشاري النفسي والإجتماعي القانوني والصحي تتطلب مواصفات ومهارات عدة لاكتساب ثقة المسترشد، وتأتي الخبرة المهنية أساسا لنجاح المرشد في تعامله مع الحالة، فيما نجد الممارس حديث العهد يواجه صعوبة في التواصل وفي حل المشكلة بوقت قصير. تقلبات عالمية وتشرح مريم القصير مدير إدارة التثقيف الاجتماعي في دائرة الخدمات الاجتماعية، عن المهارات التي تتوفر في فريق الإدارة والتي تتطلبها مهنة المرشد النفسي أو الإجتماعي ، والتقلبات التي طرأت على هذه المهنة من واقع تجربتها الميدانية قائلة، أن مهام المرشد النفسي أو الإجتماعي تتطلب بالدرجة الأولى إتقان الإرشاد الأسري بما يضمن المخرجات على كافة المستويات العمرية ما يعني تمكنه من تقديم الاستشارات لكافة الفئات العمرية، وهذا الأمر يكتسب بالدراسة أولا، والتدريب ثانية، وتأتي مهارة فهم الحقوق الزوجية وعلاج المشكلات الأسرية ثانية، يليها مهارة معرفة كيفية بناء الثقة مع المسترشد (طالب الاستشارة)، والتركيز على المشكلة ومهارة الاستماع للطرف الآخر وطرق إنهاء المقابلة الاستشارية. وترى القصير، أن مسألة فهم المشكلة والتشخيص الصحيح من خلال السرد للمشكلة وتسجيل وجمع المعلومات من خلاله عن الحالة من المهام الرئيسية للمرشدين تسهم في تقديم التوجيه والإرشاد الصحيح لطالب الإستشارة في الإدارة وعليهم الإلمام بها بالإضافة إلى مهارة المواجهة والدخول في الحوار مع المسترشد وتوثيق عمله في البرامج الإلكترونية وصياغتها بطريقة واضحة ومفهومة. الاختلاف في الاستشارات ولفتت إلى أن الدائرة تتلقى الاستشارات عبر خط 800700 المجاني ، وإن تطلب الأمر تقديم إستشارة مجدولة بشكل مباشر اي وجها لوجه فيتم تحديد أوقات المقابلة في بعض الحالات إن تطلب الأمر ، وبالتالي يختلف الأسلوب بينهما، ولإتمام العملية الإرشادية بصورة إيجابية وأكثر حيوية، لا بد وأن يلم المرشد لدينا بنظريات الإرشاد الحديثة والتي اختلفت عن النظريات القديمة وتطورت المسميات واختلفت المشكلات التي تعاني منها المجتمعات بين الأمس واليوم، فظهرت عناويين جديدة لم تكن موجودة سابقا. وأصبح الإرشاد النفسي والمجتمعي ضرورة ملحة، خاصة في ما يتصل بالمشاكل الزواجية والأسرية، وذلك بحكم التطور والتقدم والتغير في المجتمعات فمن الواجب معرفة الدخلاء الجدد في الأسرة وتأثيرهم عليها، فسابقا كانت الاستشارات تؤخذ ويعمل بها من كبير الأسرة الممتدة، الذي يتمتع بالحكمة والعقل وإنما اليوم فإن تدخل بعض أفراد الأسرة بين الزوجين قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات، بالإضافة إلى التأثيرات الخارجية والدخلاء خاصة التكنولوجيا الذكية والتي تعد من أبرز المتهمين في المشاجرات الزوجية والأسرية. جهود حكومية وتعقب مريم القصير بالقول، انطلاقا من كل ما ذكر لم يعد الفرد يخجل من التوجه بطلب الاستشارة من المختصين، وخاصة من المرشدين الحكوميين أي الذين يعملون في جهات حكومية معنية، وبالمناسبة أصبح لدينا قاعدة عريضة من المسترشدين الحريصين على التوجه إلى إدارتنا لأخذ الاستشارة، لقناعتهم بأهمية الدور الذي يلعبه المرشد، بالإضافة إلى هامة أخرى ألا وهي أن الإستشارة في إدارة التثقيف الاجتماعي هي مجانية، وليس كما في المراكز الخاصة، مع العلم بأن الكثير من الناس لا يعلمون بأن الدولة قد وفرت الاستشارات مجانا لاقتناعها بعلم الإرشاد النفسي والإجتماعي والقانوني والصحي ودور المستشارين المختصين وثقتها بالمستشارين الحكوميين وبخبرتهم في فهم ومعالجة المشكلات الاجتماعية. لذا أفردت خطوط مجانية للاستشارات لتغطية مساحة الوطن والتي تقدم خدماتها مجانية على مدار الساعة ، فيما المستشارون لدينا يتمتعون بخبرة في الشأن الاستشاري لا يقل عن العشر أعوام، ولديهم خبرة عالية ومعرفة نظرية وعملية واسعة، ما يجعلهم يحددون منذ البداية ما هي المعلومات التي يحتاجوها؟ ولماذا يحتاجوها؟ وكيف سيستفيدون منها في عملية فهم مشكلة المسترشد؟ ومن ثم تحديدها وتشخيصها التشخيص السليم. تدريب ميداني ودعت القصير إلى تضمين المادة الجامعية "علم الإرشاد النفسي والاجتماعي" تمارين واقعية وتدريب عملي في المؤسسات المعنية بالخدمة المجتمعية وأن يتدرب الطالب عمليا وواقعيا فيها، وعدم الإكتفاء بالدراسة النظرية، لأن الخريج يجد صعوبة في اتقان المهنة لكونه حديث العهد بالممارسة ومن تنقصه الخبرة الكافية يغرق في جمع المعلومات والبيانات حول المسترشد، ما يؤثر سلباً على سير العملية المهنية وعلى ثقة المسترشد في قدراته وإمكاناته.