انطلقت رحلة الاهتمام بالطفل ورعايته في إمارة الشارقة منذ العام 1984م، حيث بدأت حكومة الشارقة بإجراءات تأمين حقوق الأطفال من خلال توفير أسر بديلة للأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية ومتابعة استخراج الأوراق الثبوتية لهم. وفي العام 1995 توسعت دائرة الاهتمام بالقضايا الإنسانية والمجتمعية، فتأسست دائرة الخدمات الاجتماعية لتكون الذراع المساعد لحكومة الشارقة، التي تتولى كافة هذه المهام المعنية أيضا بتقديم خدمات اجتماعية علاجية ووقائية وإنمائية في مجال الضمان والرعاية والحماية والتأهيل للأفراد والأسر والمجموعات من ذوي الظروف الاجتماعية الخاصة ودراسة المشكلات الاجتماعية لإيجاد الحلول ودعم اتخاذ القرار إسهاماً في عملية التنمية المستدامة لمجتمع إمارة الشارقة. حيث تعد رعاية الأطفال والاستثمار في تنمية الطفولة إحدى الأولويات التي يركز عليها المجتمع الاماراتي بشكل عام في منظومة القطاع الاجتماعي. إلا أن الطفل بقي على رأس اهتمامات الدائرة وتبنت عبر استراتيجيتها توفير الأمن والأمان والاستقرار الأسري والمجتمعي والمعيشي والمادي، لذا من غير المستغرب وجود عدة إدارات مختلفة معنية بالطفل تتبع الدائرة بحيث تغطي كافة احتياجاته. والاهتمام بالطفل أو الطفولة، ينسجم واستراتيجية حكومة الشارقة وراعيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحرمه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الذين عملوا على توفير المؤسسات الراعية للطفولة بكامل مراحلها إيمانا بحقوق الطفل أولا، والتربية المبنية على الأسس الصحيحة والمدروسة ثانيا. يوم الطفل العالمي وفي يوم الطفل العالمي الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام، يحتفي العالم بأسره بالطفل، وتحتفي إدارات الطفل في دائرة الخدمات الاجتماعية بالمناسبة، إيمانا منها بحقوق الطفل والتي يجب عدم المساس بها أو حرمانه منها، والعمل على ضمان حقوق الأطفال وفاقدي الرعاية الاجتماعية من خلال تأمين حقوقهم غير المؤمنة وإصدار الأوراق الثبوتية لهم، وحق التعليم والصحة والتمثيل القانوني للطفل وضمان التنفيذ السليم للأحكام المتعلقة بهم الصادرة من المحكمة والخاصة بحقوقهم ضمانا لاستقرارهم في المجتمع وتسعى الدائرة إلى الإرتقاء بمجتمع يتمتع بالرفاهية والأمن والاستقرار الأسري والاحتواء الاجتماعي وفق أفضل الممارسات الاجتماعية بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة. تفصيليا تقدم الدائرة حزمة من الخدمات من خلال مجموعة من الخدمات والوسائل لحماية هذه الفئات الضعيفة وتأمين حقوقهم، وتقديم الاستشارات لهم، وتقديم كافة أنواع الدعم التي يحتاجونها تطبيقاً لمبدأ الحماية الذي تتبناه الدائرة والمرتكز على أساس مشترك يقوم على "إزالة الخطر ومحو الآثر"، حيث تتمثل آليات الحماية التي توفرها الدائرة في تخصيص خط الاتصال لنجدة الطفل الذي يعمل على مدار 24 ساعة عبر الرقم المجاني 800700، ومركز الملتقى الأسري الذي يختص بتمكين الطفل من رؤية أبويه المنفصلين في جو آمن، وخدمة الدمج الأسري وهو دمج الطفل المحروم من الرعاية الاجتماعية في أسرة بديلة، بالإضافة دار الرعاية الاجتماعية للأطفال تقوم بتوفير المأوى الآمن للأطفال وحمايتهم من التشرد، وكذلك مركز خدمات شئون القُصر. وتقول أمينة الرفاعي مدير مركز حماية الطفل والأسرة، أن المركز يقدم سلسلة من الخدمات، ومنها؛ مركز إشراقة الذي يقدم الدعم التخصصي للأطفال المعتدى عليهم جنسياً في خلال التقييم وتقديم الاستشارات وبرامج إعادة التأهيل بهدف محو أثر الاعتداء أو التحرش الجنسي بالطفل، ومعالجة الميول الجنسية المنحرفة لدى الاطفال. أما الخط الساخن 800700 والمعروف سابقاً بخط نجدة الطفل، والذي تأسس عام 2007 لاستقبال البلاغات المتعلقة بالأطفال المعرضين للمخاطر والاعتداءات بأنواعها، كالاعتداء الجسدي والجنسي والعاطفي والإهمال والاستغلال التجاري والتعامل معها من خلال فريق مختص يعمل على إزالة الخطر الواقع على الطفل، وذلك قبل أن يتم تحويل الخط 800700 إلى الخط الرئيسي للدائرة ليتضمن كافة خدمات الدائرة. أما خدمات الدعم والمساندة فتهتم بتأمين حقوق الأطفال غير المؤمنة كأوراق الإثبات والتعليم والصحة والتمثيل القانوني للطفل وضمان التنفيذ السليم للأحكام المتعلقة بالأطفال الصادرة من المحكمة المختصة، الخاصة بحقوقهم. الملتقى الأسري من جانبها تستعرض فايزة خباب مدير مركز الملتقى الأسري، الخدمات المنوطة به، وهي خدمة الرؤية والتي تأسست عام 2010 بهدف تأمين حق الطفل في رؤية والديه بشكل آمن وتوفير بيئة ملائمة تنفيذاً لأحكام الرؤية، من أجل تحقيق انفصال آمن وحضاري يساعد الأبناء على الاستقرار الاجتماعي والنفسي وتقديم الإرشاد للأسر لعقد اتفاقيات العلاقة الوالدية للتخطيط السليم بالعلاقة الأبوية بالأبناء بعد الانفصال. وبالمناسبة فقد وضعت الإدارة نظاماً جديداً في شأن تنفيذ رؤية المحضونين يتناسب مع الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، تحت مسمى "الرؤية الخارجية أمان واستقرار" لضمان استمرار رؤية الأبناء بشكل آمن من قبل ذويهم. تم تحويل جميع أنواع الرؤية في المركز "الرؤية داخلية – اصطحاب للمبيت- استزارة" إلى رؤية خارجية. تعزيز الدور الاجتماعي وتشير فاطمة اسماعيل مدير دار الأمان، الى ان إدارة الدار تعمل على وضع برامج تحقق أهدافها كتعزيز الدور المجتمعي والإنساني للحفاظ على الطفل، حيث يتم تقديم حزمة من الخدمات، منها صحية ومعيشية، وتم توفير كافة أوجه الرعاية لأبناء النزيلات ورعايتهم بصورة مؤقتة من خلال توفير الجو المناسب لهم، ويتم تنفيذ البرامج مع مؤسسات حكومية وعامة إنطلاقا من مبدأ الشراكة المجتمعية، ليتم تقديم باقة متنوعة من البرامج الدينية والاجتماعية والصحية والتنموية والفنية، إلى جانب التطبيب والفحص الدوري والاستشارات الهاتفية الطبية، والتحويل إلى المستشفيات، إضافة الى تنفيذ عدد من المواعيد الافتراضية أو الواقعية حسب توصية الطبيبة ووضع الطفل، بالإضافة إلى إصدار التقارير الطبية من الجهات حسب الحاجة وخدمات التمريض والصيدلة، والعناية بالذات. وذكرت مدير "دار الأمان"، حرص الدار على ضمان تواصل الأمهات مع أطفالهن بشكل يومي والاطمئنان عليهم.من خلال الرؤية الإلكترونية التي يتم توفيرها تأمين أسر بديلة فاطمة المرزوقي مدير دار الرعاية الاجتماعية للأطفال، تشير إلى أن الدار تأسست عام 2006م لإيواء الأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية بشكل مؤقت لحين تحسن ظروفهم الأسرية، أو إحتضانهم في أسر بديلة، وهي معنية بالأطفال مجهولي النسب ومعلومي الأم وأطفال التصدع والعنف الأسري وتأهيلهم بإزالة الأثر الواقع عليهم جراء الاعتداء والإساءة. وتقدم خدمات إيواء الأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية بتقديم خدمات معيشية وتربوية واجتماعية لهم وتأمين حقوقهم في وصحة وأوراق الإثبات، وتأمين أسر بديلة أو إعادة تعليم دمجهم في اسرهم الطبيعية إن وجدت . كما تعنى بدمج الشباب والشابات من مجهولي النسب في المجتمع ممن بلغوا ( 18) سنة، بمجموعة من الممكنات كالتوظيف والتزويج واستكمال التعليم وآليات العيش المستقل . بالاضافة الى تأمين حق الدمج الأسري في أسر بديلة للأطفال مجهولي النسب من خلال اختيار أسر ملائمة للأطفال ومتابعة ضمان سلامة الاحتضان من خلال فرق مختصة. أبناء الدائرة أما علياء الزعابي مدير المساعدات الاجتماعية، فتشير إلى أن الأطفال هم من الفئات التي تحصل على مساعدات، وهؤلاء يعرفون ب"أبناء الدائرة" لدعم ورعاية الطفولة من الأيتام وفاقدي الأب والأبن المحتضن (فاقد الرعاية الاجتماعية) حتى وإن كان محضونا من أحد الأسر إلا أن الدائرة تقدم له مساعدة شهرية. بالإضافة إلى فئة الراشد اليتيم، والأطفال من ذوي الإعاقة، جميعهم يحصلون على مساعدة شهرية بغض النظر عن أحوالهم المادية، جيدة أو سيئة. الحفاظ على حقوق القصر أما علي محمد فخرا، مدير مركز شؤون القصر، يشير على أن المركز تم استحداثه في العام 2020، يعد ضمن قطاع الرعاية والحماية الاجتماعية، وذلك بهدف الحفاظ على حقوق القصر ومن في حكمهم و ضمان تحقيق مصالحهم وتقديم الخدمات الاجتماعية إلى جانب متابعة شؤونهم، إذ تستند مهامه في إدارة أموال القصر ومتابعة أوصياء فاقدي الرعاية الاجتماعية بالإضافة إلى دراسة الحالات المحالة مع وضع خطة الخدمات التي يتم تقديمها، والتمثيل والدعم القانوني للقصر فاقدي الرعاية الاجتماعية. صقل المهارات علماً أن الدائرة اطلقت مؤخراً، دبلوم حماية الطفل بالتعاون مع جامعة الشارقة لصالح الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين المرشحين من قبل الدائرة، بهدف إكسابهم المعارف والمهارات الأساسية المتنوعة في مختلف مجالات حماية الطفل، وكيفية التعامل مع القضايا العملية المختلفة التي تخص الأطفال. ويندرج هذا الامر تحت بند تأهيل وتهيئة الكوادر البشرية المواطنة القادرة على القيام بدورها في كل ما يخص حماية الطفل. ولتطوير منظومة حماية وتنمية الطفل وتوفير أرقى سبل الاهتمام والرعاية له، وتعزيز خبرات المواطنين للنهوض بدورهم في دفع عجلة تنمية قطاع الطفولة المبكرة باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية التي ترتكز عليها التنمية في مختلف القطاعات الأخرى.