استضافت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة؛ جلسة نقاشية افتراضية بعنوان الآثار الاجتماعية للتعلم عن بعد بمشاركة كل من وزارة التربية والتعليم، ومجلس الشارقة للتعليم، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، وممثلين لأولياء الأمور من الآباء والأمهات، وممثلين عن الأطفال . وتهدف الجلسة النقاشية التي تم تنظيمها افتراضياً عبر تطبيق التواصل "زووم" للوقوف على تأثير الجوانب الاجتماعية والنفسية على الطفل والأسرة وكذلك التأثيرات الأخرى المصاحبة لتطبيق سياسة التعليم عن بعد على الأطفال و الاسر من الناحية الاجتماعية. 3 محاور متنوعة.. وتناولت الجلسة ثلاث محاور؛ إذ جاء المحور الأول بعنوان استعداد الأسرة وتهيئتها للبيئة المناسبة للأطفال للتعلم بأنواعه المختلفة، ليناقش مدى أهمية تجهيزات الغرف المنزلية لتواكب الأجواء المدرسية، والتعامل السليم مع الأجهزة الإلكترونية التعليمية، بالإضافة إلى الأدوات الأسرية المحفزة والداعمة للتعلم عن بعد، والوقوف على أساسيات التكيف مع التعلم الهجين. فيما تناول المحور الثاني؛ آليات حماية الطفل من مخاطر خيار الحجر المنزلي الذاتي؛ والذي ناقش آليات مواجهة خطر الاستغلال الإلكتروني، والإنترنت الآمن، ونجاعة الحملات التوعية الموجهة للأطفال من قبل الجهات التربوية والمعنية بالطفل، بالإضافة إلى مناقشة مواجهة خطر الافتقار لفرص نمو المهارات الاجتماعية والوجدانية والتفاعل في بيئة المدرسة. في السياق ذاته؛ اختتمت الجلسة؛ بالمحور الثالث؛ الذي تطرق إلى التعامل مع حالات فقدان الحق التعليم للطلبة، وأسباب انقطاع أو تسرب الطلبة من التعلم وفقاً لمقتضيات الأسباب، إلى جانب الوقوف حول أهمية مشاركة مؤسسات المجتمع الأهلي لتوفير التعليم لفاقدي حق التعليم عبر المساهمات التطوعية ذات المسؤولية المجتمعية. == الطلبة: التغلب على التحديات من خلال الأسرة وفي مداخلة له؛ قال الطالب سيف الزوين؛ أنه لا يوجد فرق كبير بين التعلم في البيت أوالمدرسة من حيث الحصيلة التعليمية، وخاصة إن كان للأسرة دعم مباشر للطالب، ومن حسن حظي وُفِّقتُ في ترتيب جدولي اليومي بشكل يناسب إلى جانب تهيئة الغرفة بالأدوات والبيئة التعليمية، فضلاً عن الدعم اللامحدود من قبل الأسرة، ولكن هذا لايمنع من افتقادي لكثير من جوانب العلاقات الاجتماعية والعلاقات مع الزملاء والعلاقات الودية مع المدرسين، فضلاً عن افتقادنا للبيئة المدرسية نفسها، والطابور الصباحي ولا سيما أنني متعود في تقديم الإذاعة المدرسية كما افتقدت كثيراً لسماع النشيط الوطني الجماعي. كما يحسب للتعليم المنزلي أنه ساهم في تعزيز الألفة والتقارب الأسري أكثر من ذي قبل، كما يحسب للتعليم عن بعد أيضاً عودنا على الاعتماد على النفس ولا سيما خلال عملية البحث عن مصادر المعلومات عبر البرامج التعليمية المتطورة. وبدورها، تشيد الطالبة مزنة الزعابي؛ بدور الأسرة في تهيئة في الاجواء المدرسية داخل المنزل، ولا سيما أن الطالب قد يواجه العديد من التحديات والمشكلات، ولكن مع وجود أسرة متفهمة ومتعاونة قد يتسهل عليه هذه المشكلات؛ وإن كان للتعليم عن بعد له بعض المميزات والإيجابيات من خلال الاحتكاك المتواصل مع أسرتي في العملية التعليمية، إلا أنني شخصياً افتقدت كثيراً العلاقات والتواصل المباشر مع زميلاتي ومعلماتي ومدرستي، وإن كنت اتواصل إلكترونياً. ثمرة للشراكة التكاملية بين الجهات.. واستهل جاسم الحمادي مدير إدارة المعرفة بالدائرة؛ خلال إدارته للجلسة النقاشية؛ بالتركيز على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في التعامل مع أزمة كورونا وتغلبت على كافة التحديات التي حولتها إلى فرص في كافة المجالات، ومن تلك الجهود الدعم المتواصل للأسر وتمكينهم من استمرارية أطفالهم في التعليم "عن بعد" وتوفير آلية الحماية من مختلف المخاطر التي تهدد الأطفال. وأوضح مدير إدارة المعرفة؛ أن هذه الجلسة النقاشية الثرية تأتي كثمرة للشراكة التكاملية الفعالة بين دائرة الخدمات الاجتماعية وشكرائها من الجهات المعنية بالتعليم التي أثرت على الجلسة النقاشية، وذلك بمشاركة من أفراد المجتمع من الأسر وأولياء الامور والطلبة. وأضاف أن هذه الجلسة شكلت فرصة كبيرة لتبادل الأفكار و الرؤى من خلال مجموعة من التوصيات والمقترحات والتي سيتم تقديمها للجهات التعليمية المختصة كمخرجات يمكن الاستفادة منها، ولا سما في مجال آليات مواجهة خطر العنف المنزلي لافتقاد الطفل فرص تفريغ الطاقة في البيئة المدرسية والحرمان من الأنشطة أو الجوانب التعليمية المتعددة وتكيف الاسر مع ذلك. فرصة ثمينة لتبادل الخبرات وفي مداخلته، أكد صلاح الحوسني، اختصاصي إرشاد بوزارة التربية والتعليم؛ على أهمية الجلسة التي تضم المؤسسات المجتمعية ذات العلاقة برعاية الطفل، وما يطرح خلالها من أفكار ومواضيع تعد فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والتجارب وكذلك تعد فرصه لتعزيز أطر التعاون والتواصل وبناء شراكات واتفاقيات وتعاون متبادل في تبني مشاريع تخدم الطفل وقضاياه، إذ تعد هذه الجلسة مثال حي لهذه الابعاد كلها . وعدد صلاح الحوسني؛ عدداً من النقاط الأساسية لمتابعة الابناء سواء كان التعلم عن بعد او حضور الطالب للمدرسة، وكذلك التواصل مع ادارة المدرسة ومتابعة وضع الطالب دراسيا وتربويا بالإضافة إلى الالتزام بالتعليمات الخاصة بالوقاية والاجراءات الاحترازية ضد المرض في جميع الاحوال في المنزل او الذهاب للمدرسة، والحرص على تنفيذ التعليمات الصادرة من وزارة التربية والتعليم، و عدم الالتفات للإشاعات والحرص على اخذ المعلومة من المصادر الرسمية. الأسرة مفتاح النجاح في العملية التعليمية وفي مداخلة لها؛ تطرقت علياء الشامسي، خبير رقابة بهيئة الشارقة للتعليم الخاص؛ إلى أن الأسرة هي مفتاح النجاح في عملية التعليم والتعلم، كونها تلعب دوراً كبيراً في الإشراف ومراقبة الدروس والحصص، إلى جانب المهام الأخرى التي أضيفت إليها نتيجة للمستجدات والمتغيرات التي نعيشها اليوم، بدءاً من توفير البيئة المناسبة وتنظيم أوقات الأطفال، والتواصل المستمر للوالدين مع المعلمين والمشرفين وغيرها. واشادت بدورالمؤسسات المعنية بالطفل في قيامها بالدور التثقيفي والتوعوي لتثقيف أولياء الأمور، إيماناً من هذه الجهات أن العملية التعليمية لا يمكن أن تنجح إلا من خلال التكامل في عملية التعليم بين عناصر العملية التعليمية أي بين الأسرة والمدرسة والطالب والمعلم، لافتة إلى أن أي قصور قد يؤثر على أداء الطالب تربوياً ونفسياً واجتماعياً وسلوكياً، ولا سيما أن الدولة حققت تقدماً في جميع المجالات فضلا عن أنها تخطت العديد من التحديت نظراً لما تمتلكه الدولة من بنية تحتية قوية في مجال التعليم، فنحن كجهات أو أفراد علينا أن نغتنم هذه الميزة لتطوير أداء أبنائنا وأطفالنا بمختلف الأصعدة. نجاعة الارشادات والاستشارت.. وبدورها أمينة الرفاعي، مدير إدارة حماية الطفل بدائرة الخدمات الاجتماعية، أشارت إلى أن الدائرة كجهة معنية بحماية الطفل لها أدوار عديدة في حماية الطفل، ومن ضمن هذه الأدوار، استقبال البلاغات عبر خط نجدة الطفل 800700؛ وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية وتقديم الحلول المناسبة التي تتماشى مع تنمية الطفل في كل الجوانب، مشيرة إلى أن الكثير من البلاغات الواردة من الأسر خلال فترة التعليم عن بعد، فالدائرة كجهة متخصصة تقوم بالتوجيه والارشاد المناسب الذي يوفي الحلول المناسبة ويتلافى المشكلات أو قد يتم تحويل البلاغ إلى الجهات المختصة. وعزت الرفاعي؛ إلى من ضمن المخاطر التي تعرض لها بعض من الاطفال هو نتيجة للتغير المفاجئ للحياة اليومية، مما أثر نسبياً في الاضطرابات الشخصية لدى الأطفال، إلا أن الدائرة تدخلت بإرشادات لتمكن الاسر من تفادي تلك الاضطرابات من خلال الإرشاد الأسري وتوجيههم بالحلول المناسبة فضلاً عن تم إعداد برامج توعوي متكامل. جهود متكاملة للتعليم المبكر.. وبدورها، قالت مريم ماجد الشامسي من مجلس الشارقة للتعليم؛ أن المجلس تعاطى بشكل كبير خلال فترة الجائحة من خلال التركيز على مرحلة الطفولة المبكرة لما لهذه المرحلة من أهمية قصوى لدى الجهات المختصة والمجتمع، مشيدة بتعاون الجهات بتوعية الأسر من خلال المحاضرات والورش التثقيفية حيث دائرة الخدمات الاجتماعية والمجلس وأبوظبي لرعاية الطفولة المبكر والوزارة كلها هذه الجهات لها العديد من البرامج التوعوية والتثقيفية كفرص تعليمية موجهة لأولياء الامور مما عكس إيجاباً على العملية التعليمة لدى الاطفال. ومن ناحية أخرى، أضافت الشامسي؛ إلى أن شبكة الانترنت بها الغث والسمين، مما يعرض الاطفال للعديد من المخاطر السلبية؛ موجهة أولياء الأمور إلى التعامل السليم مع أبنائه لتفادي الاخطار المحدقة، وذلك من خلال بناء الثقة بين الوالدين وأبنائهم، والاستفادة من التطبيقات المساندة في عملية الرقابة ومشاركة الاطفال هواياتهم، والتوعية المستمرة.