نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة وشبكة الشارقة لحماية الطفولة، جلسة حوارية بعنوان: متى أكون في دائرة الإساءة للطفل، (اليوم الأربعاء)، في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، تحت شعار: كفى عنفاً. وتحدث في الجلسة المحامي إبراهيم الحوسني، نائب رئيس مجلس إدارة شبكة الشارقة لحماية الطفولة، والمتخصص في الشريعة، الدكتور إسماعيل البريمي، والباحثة فاطمة الكندي، من قسم حقوق الإنسان في شرطة دبي، والباحثة فاطمة المرزوقي، من دائرة الخدمات الاجتماعية، والباحثة حليمة محمد، المتخصصة في الإرشاد الأسري. وأدار الجلسة، جاسم الحمادي مدير مكتب المعرفة بدائرة الخدمات الاجتماعية. وهدفت الجلسة الحوارية إلى العمل على تسليط الضوء على أبرز أشكال الإساءة المنزلية الأكثر تكراراً للطفل، وبناء وعي وإدراك الآباء والمهمات بممارسات الإساءة للطفل، وبناء وعي وإدراك الآباء والمهمات بحقوق الطفل وسبل حمايته من الإساءة، وتوجيه الآباء والامهات لسبل اكتشاف تعرض أطفالهم للإساءة وكيفية التعامل مع الموقف، وتسليط الضوء على أبرز ممارسات الإساءة للطفل في البيئة المدرسية، بالإضافة إلى رفع وعي المدرسين والاختصاصيين بحقوق الطفل وسبل حمايته من الإساءة، والعمل على بناء وعي وإدراك المتعاملين مع الطفل بحقوقه وسبل حمايته من الإساءة. وركزت الجلسة على أبرز اشكال الإساءة المنزلية للطفل، وكيفية إدراك الآباء والأمهات لموضوع الإساءة للطفل، وضرورة تجنب الإساءة للطفل، وأبرز ممارسات الإساءة للطفل في البيئة المدرسية، وكيفية بناء وعي الآباء والمتعاملين مع الطفل بحقوقه، وسبل حمايته من الإساءة. ودار نقاش متنوع ومداخلات عديدة من قبل المشاركين، شكل قيمة مضافة للجلسة. وتفصيلاً، قال إبراهيم الحوسني، إن بعض الظواهر التي وقعت كانت سبباً في إصدار بعض القوانين المتعلقة بالطفل، مثل "قانون وديمة"، الذي جاء على إثر تلك المشكلة التي أودت بحياة الطفلة وديمة من قبل والدها. وفي الحقيقة نستطيع القول: يؤسفنا جميعاً أن تصل المسألة في الدولة إلى أن تُشرع قوانين لتحمي الطفل من والديه، ومع أن دور الدولة واضح تماماً في كل التفاصيل وواجبها من دون شك حماية الناس، لكن أن تصل الأمور إلى تشريع يحمي الأطفال من الوالدين، فإن هذا يستدعي مراجعة اجتماعية ونفسية وقانونية. وقد جاء قانون وديمة من أجل حماية الطفل من كل محاولات وأعمال الأذى، سواء من الوالدين أو الإعلام أو المدرسة أو الشارع. وتابع: هناك نصوص كثيرة ووفيرة في الدستور، وقوانين وتشريعات متعددة تؤكد على حماية الطفل، مثل قانون الأحداث، لكن من المهم الإشارة إلى أن قانون حماية الطفل "قانون وديمة" قانون مميز على مستوى الوطن العربي، فهو يحمي الطفل من كل الجوانب منذ ما قبل الولادة. ومن جانبها، قالت فاطمة المرزوقي، نحن اليوم نبدو وكأننا نسيء للأطفال من دون أن نشعر أو نقصد، فقد أصبح هناك خلط بين التربية والإساءة. موضحة أن هناك إساءات يقوم بها الوالدان أو أحدهما، من دون قصد، ويعتبرها بعضهم نوعاً من التربية، مثل الإساءة اللفظية، والإساءة النفسية، والمقارنة مع أطفال آخرين، أو نعت الطفل بكلمات تسيء له ولشخصه وشكله ووضعه، على أساس أنها أمور عادية، لكن قد يترتب على مثل هذه الإساءات غير المقصودة كراهية وحقد وعقد نفسية. وتابعت: هناك نوع آخر من الإساءات مثل تعرض الطفل للضرب أو العنف من قبل أحد الوالدين أمام صمت وعدم تدخل الطرف الآخر، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعرض الطفل لحالة نفسية سيئة، وكذلك هو الحال فيما يتعلق بالخلافات والصراخ وعرض المشاكل بين الزوجين أمام الطفل، ما يؤشر على أن البيئة الأسرية ليست مريحة ومناسبة للطفل. ومن جانبه، تطرق الدكتور إسماعيل البريمي، إلى مقولة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي تؤكد على أهمية بناء الإنسان منذ الطفولة، "فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر. وأكد البريمي على أن أطفالنا بحاجة إلى الاحتواء والمشاعر والتوجيه بشكل لطيف، فالطفل لا يحتاج فقط إلى تلبية الاحتياجات الأساسية في حياته، بل من حقه أن يحظى بتربية وتنشئة اجتماعية سليمة وإيجابية، يتجلى فيها كيفية إظهار المشاعر الودية والتعاطف وتعزيز التواصل الإيجابي مع الأطفال، وغيرها من التصرفات والمواقف التي تعزز من ثقة الطفل بنفسه وحقه في التربية السليمة. وبدروها، قالت فاطمة الكندي، كأننا في أغلب الأحيان نريد من أبنائنا الصح المطلق في كل المواقف، والعمل الكامل والشامل في كل شيء، وننسى أن الطفل يحتاج إلى كثير من التوجيه والنصح والمتابعة والتربية. وعرضت الكندي بعض الأمثلة والنماذج عن التربية السيئة التي تؤدي إلى إشكالات لا داعي لها. وأن التركيز في التعامل مع الطفل يتجاوز الاهتمام بتلبية الاحتياجات المادية، كما عرضت لبعض التجارب السيئة في التعامل مع الطفل من واقع تجربتها، وكيفية علاجها. مقترحات وحلول وتوصيات توصل المشاركون إلى مقترحات وأفكار وحلول متنوعة، من بينها الاعتراف بالمشكلة، بمعنى أن نعترف بأننا قد أسأنا للطفل، من أجل البحث عن حل للمشكلة، والعمل على تحسين العلاقة مع الطفل بشكل تدريجي، والبدء في تأسيس علاقة صداقة مع الطفل، والتواصل مع المختصين والباحثين والمؤسسات والجهات التي تعنى بعالم الطفل والطفولة للمساعدة، كما أن فكرة الاعتذار للطفل تعتبر مسألة مهمة وذات بعد تعليمي وتربوي، وأفضل ما يمكن أن نقدمه لأطفالنا المحبة والتفاعل الحيوي والتواصل اليومي والحوار واللعب معهم، وأهمية الحاجة إلى وعي متنوع، خصوصاً فيما يتعلق بالتنسيق بين العاملين في مجال الطفولة، بما يسهم في تبادل وتفاعل الخبرات والتجارب والمعلومات، ومثل هذه الفكرة تعتبر من أهم أهداف شبكة الشارقة لحماية الطفولة، والعمل على تقديم برامج أكثر عمقاً وتنوعاً تسهم في تحقيق الهدف. ومن بين التوصيات، ضرورة أن نعي تماماً أهمية ومكانة الطفل، وبأنه نعمة كبيرة، كما أن إنجاب الطفل مسؤولية متعددة مادية وتربوية وشاملة، وبالتالي ضرورة العمل على تثقيف أنفسنا في كيفية التعامل مع الطفل، والتأكيد على أن الطفل إنسان وشخصية مستقلة، وضرورة العمل على تنمية هذه الشخصية التي تعتبر أمانة في أعناق الجميع، والتأكيد على أهمية الوعي بحقوق الطفل ونقل الوعي والمعرفة لترسيخها عندنا وعند الآخرين، وتوعية الأطفال بحقوقهم وواجباتهم. وفي ختام الجلسة، تحدث المحامي إبراهيم الحوسني، نائب رئيس مجلس إدارة شبكة الشارقة لحماية الطفولة، عن دور الشبكة وأهدافها وجهودها من أجل التنسيق عالي المستوى بين المؤسسات والجهات المعنية بعالم الطفل وحمايته، وأهمية تدريب العاملين في تلك المؤسسات. داعياً الجميع إلى الالتحاق بعضوية الشبكة، لما لها من أهمية ومكانة وفوائد. إلى ذلك، قالت شيخة بالهول، رئيس مجلس إدارة شبكة الشارقة لحماية الطفولة، جاءت الجلسة الحوارية اليوم بعنوان: متى أكون في دائرة الإساءة للطفل، بالتعاون بين شبكة الشارقة لحماية الطفولة، ودائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، بهدف تسليط الضوء على كيفية التعامل مع الطفل، بما يبعده عن الإساءة، ويجنبنا الوقوع في زوايا معتمة تسيء للطفل وأحلامه وتربيته وتنشئته ومستقبله. وتابعت: تناولت الجلسة الكثير من العناوين والمحاور التي تصب كلها في التأكيد على مكانة الطفل، وضرورة البحث عن أفضل البيئات له، بما يسهم في تأمين مستقبل أجمل له، كما ركزت الجلسة على أهمية وكيفية الابتعاد عن دائرة الإساءة للطفل، حيث تم توضيح الكثير من المفاصل والحيثيات التي يفترض أن نبتعد عنها، لأنها تُصنّف من الأعمال التي تقع في دائرة الإساءة للطفل، وهي ليست قليلة، سواء تلك الإساءات ذات الطابع النفسي أو البدني أو الإهمال في توفير بيئة آمنة ومريحة للطفل، أو التقصير في التعليم والرعاية الصحية، والترفيه أيضاً. كما شرحت الجلسة بشكل واضح كيفية التبليغ عن الإساءة، وكيفية التعامل مع تلك الحالات بجدية تامة، وسرية مطلقة. ومن جانبها، قالت عائشة عبد الله، مدير شبكة الشارقة لحماة الطفولة، في الحقيقة نحن و"الخدمات الاجتماعية" شركاء استراتيجيون، لدينا الكثير من البرامج والأعمال والأنشطة، ودوماً يُسهم العمل المشترك مساهمة فعالة في تحقيق الهدف، لذلك نحرص في الشبكة على تعزيز علاقاتنا مع الجهات والمؤسسات والدوائر التي نلتقي معها في الأهداف والمهمات، كما نسعى باستمرار إلى البحث عن علاقات جديدة وفتح آفاق حيوية مع جهات تُعنى بعالم الطفولة. وتابعت: نعتقد أن هذه الجلسة حققت الهدف جيداً، وسوف يتم البناء عليها، والبحث عن أنشطة وبرامج وفعاليات متنوعة، تهدف إلى الارتقاء بالوعي العام المتعلق بعالم الطفولة، وتدريب العاملين في مجال الطفولة، بما يسهم في تحقيق نقلات نوعية في التعامل مع الطفل. ترسيخ مفهم حماية الطفل ومن جانبه؛ أكد جاسم محمد الحمادي، مدير إدارة المعرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية، ومدير الجلسة النقاشية؛ إن الجلسة الحوارية عقدت بالشراكة مع شبكة الشارقة لحماية الطفولة، انطلاقاً من حرص دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، على تعزيز وترسيخ مفهوم حماية الأطفال من مختلف المؤسسات والجهات التي تعنى بأمر الطفولة، ويهدف هذا التعاون المشترك مع الشبكة إلى الارتقاء بقدرات العاملين في مجال حماية الأطفال، وتطوير مهاراتهم، من خلال عقد الملتقيات والورش التدريبية والعلمية والسعي إلى إيجاد كوكبة من الخبراء والمختصين في مجال حماية الطفل. وأضاف الحمادي: إن دائرة الخدمات الاجتماعية تسعى دائماً إلى طرح الرؤى والأطروحات والدراسات التي ترقى إلى مناهضة الإساءة ضد الطفل، وإلقاء الضوء على أبرز صور الإساءة ضد الطفل على مستوى مختلف البيئة المحيطة به، من المدارس والمنزل والأندية والمراكز الثقافية التي تعني بالأطفال. وتابع: نحن في الدائرة كجهة منوطة بحماية حقوق الطفل، نحرص على تنفيذ عدد من المبادرات والمشاريع والبرامج التي تصب في مصلحة حماية حقوق الطفولة. ونعرب عن شكرنا وتقديرنا للخبراء والمختصين الذين أثروا هذه الجلسة، وقدموا من خلالها مادة علمية مفيدة بناء على خبراتهم الميدانية والأكاديمية، إذ اتسمت محاورهم بالتنوع في الرؤى والطرح، ما يسهم في تعميم الفائدة. كما تحرص اجتماعية الشارقة دائماً على عقد الملتقيات العلمية التي تعزز الخدمات وتساهم في تحقيق تنمية اجتماعية مستدامة للمجتمع، وركزت هذه الجلسة على رفع مستوى الوعي حول الإساءة التي قد يتعرض لها الاطفال من دون قصد، وتترك آثاراً اجتماعية ونفسية عليهم.