استقطبت الورشة التدريبية بعنوان "كفى عنفاً" التي نظمتها دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عدداً من أفراد المجتمع والمؤسسات المعنية بالطفل، وأخصائيي الحماية والطفولة، وذلك في قاعة الحصن الواقعة في فندق شيراتون –الشارقة. وقدم الورشة الخبير عصام علي، أخصاصي سياسات اجتماعية بالمنظمة، التي تضمنت أربعة محاور رئيسية في مجال العنف ضد الأطفال وأنواعه وأثره على مستقبل الأطفال، إلى جانب استراتيجيات الحد من العنف ضد الأطفال مجتمعياً، وكذلك ممارسات التعامل مع سلوكيات الأطفال بالأساليب الحديثة، علاوة على الدور المؤسسي في حماية الطفولة. وقال علي عصام؛ أن هذه الورشة عبارة عن برنامج توعوي متكامل، لتقريب المعلومة الصحيحة للمجتمع في كيفية تفادي العنف ضد الأطفال، لاسيما أن الورشة تعتمد في عرضها على الممارسة الفعلية من أرض الواقع، فضلا عن أنها تأخذ طابعاً تفاعلياً من خلال ترك مساحة وفرصة للمشاركين بعرض حالاتهم ومناقشتها ووضع الحلول المناسبة لكل حالة. مضيفاً إلى أن موضوع العنف ضد الأطفال كانت في وقت قريب يعد من الأمور ذات الحساسية لدى المجتمعات، ظناً منهم أنها تدخل في شؤون سلطة الوالدين؛ إلا أنها من خلال اهتمام المؤسسات بهذا الجانب سلط الضوء على أهمية تلك الحماية. واستهل المحاضر الورشة التفاعلية مع المشاركين بنقاط أساسية تتمثل في أشكال العنف ودرجته ودواعي اللجوء إلى العنف، وما البدائل المناسبة والتربية السليمة التي يمكن انتهاجها؛ متطرقاً إلى أهمية المشاركة في أسلوب الحماية الحديثة من خلال بناء الثقة لدى الأطفال، وتقدير الذات، وتعزيز التوعية لديهم بحقهم في الحماية. كما تطرق المحاضر؛ إلى الاستراتيجيات السبعة المعنية بوضع حد لحالات العنف ضد الأطفال، موضحاً أهمية التعامل مع هذه الفئة من خلال جمع المعلومات، موضحاً العناصر الأساسية للبيئة المحيطة بالطفل بدءاً من الأسرة والحي والحضانة والمدرسة والجيران والأصدقاء. تسليط الضوء على الممارسات الحديثة.. وأشادات؛ خولة المطروشي، من جمعية النهضة النسائية بدبي؛ بالورشة التي ركزت على دور الأسرة والعلاقات التي تُبنى داخل محيط الأسرة، وكذلك نوع التنشئة الاجتماعية التي تُبنى من خلال المشاعر والتواصل المستمر المباشر، والأنظمة الاجتماعية المتبعة داخل البيئة الأسرية، ودور الوالدين في التنشئة الأسرية السليمة. مضيفة إلى أنه تم الاستفادة من الورشة لآليات فهم الطفل ودرجة العلاقة وما ذا يمكن غرس المهارات الحياتية الأساسية لدى الطفل من خلال تنمية الذاتية له، ليكون الطفل قادراً على تحمل المشاكل التي يتعرض لها ويواجهها؛ إذ أن ذلك لا يتم إلا من خلال التنشئة الأولى أي بدءاً من الطفولة المبكرة. وأشارت إلى أن الورشة سلطت على عدد من المهارات والممارسات الحديثة التي ستسهم في إفاددة الوالدين والمجتمع في تفادي العنف ضد الأطفال. وأبانت خولة المطروشي؛ نحن في جمعية النهضة النسائية بدبي؛ سنسخر ما تعلمناه من هذه الورشة في الجلسات التي نعقدها مع الأمهات باستمرار؛ إذ أن جلساتنا التي نعقدها؛ هي توعوية تتطرق إلى التربية السليمة وفنايت التعامل مع الطفل لإنشاء طفل قادر على تحمل صعوبات الحياة، ومستقل شخصياً لاتخاذ القرارات. إثراء الورشة بأمثلة واقعية.. ومن جهتها؛ ذكرت أسماء بسيون – مشرفة قسم رياض الأطفال بمدرسة فرونت لاين؛ استقطبتني هذه الورشة كوني مشرفة رياض الأطفال ولا سيما أن هذه الفئة العمرية التي أتعامل معها تحتاج مني إلى مهارات عالية ودقيقة، فضلاً عن أنني أقوم باستمرار بتوجيه إرشادات توعوية وورش تربوية إلى أولياء الأمور، مما يتطلب مني البحث باستمرار عن كل ما هو جديد في مجال الطفولة، مضيفة إلى أن المحاضرة فعالة وأسلوبها متميز، إذ تم التطرق فيها بأمثلة من واقع الحياة المعاش، فضلاً عن أن كثيراً من تلك المشاهد المعروضة كنا نلمسه لبعض الحالات. حماية الطفل أولوية المؤسسات.. وقال الدكتور أيمن رمضان زهران – أستاذ العلوم التربوية والنفسية بجامعة الشارقة؛ تعد هذه الورشة من أهم الورشة في مجال حماية الطفولة، ولا سيما أن إعادة طرح مثل هذا الموضوع في ظل عام التسامح والإيجابية التي نعيشها في دولة الإمارات العربية المتحدة، لهو خير برهان على أن مؤسسات الدولة دائما ما تسعى إلى وضع حماية الطفل من أولوياتها، وهذا ما نلمسه من دائرة الخدمات الاجتماعية لتنظيمها باستمرار مثل هذه الورش التي يستفيد منها مختلف أفراد المجتمع. تفاعل متميز.. وبدوره؛ أكد محمد زيد الكيلاني، من وزارة التربية والتعليم؛ أن عنوان المحاضر له أهمية بالغة، كونه يتطرق لجانب مهم من حياتنا اليومية مع الأطفال، وما يؤكد ذلك الحضور الكبير من العديد من المؤسسات والأفراد، كما أن ا تطرقت له الورشة يعد أسلوباً متميزاً يعتمد على التفاعل مع المشاركين، مما أفدنا ببعض الأمثلة الواقعية.مثمناً دور دائرة الخدمات الاجتماعية في تنظيمها مثل هذه البرامج التي تصب في مصلحة المجتمع أفراداً ومؤسسات، ونتطلع إلى الاستفادة من هذه الورشة وتطبيق ما جاء فيها على مستوى بيوتنا ومؤسساتنا. إضافة نوعية.. وفي السياق ذاته؛ أشارت؛ آلاء عابدين؛ اختصاصية اجتماعية بمدرسة الشارقة الأمريكية.. أن الورشة التي نظمتها دائرة الخدمات الاجتماعية؛ قدمت لنا إضافة نوعية من خلال زيادة رصيدنا المعرفي والثقافي بمهارات وأسلوب التربية السليمة للطفل وكيفية التعامل الصحيح معه، ولاسيما نحن كمجتمع الكثير منا يمارس بعض السلوكيات والأساليب من غير علم ودراية مما ينعكس سلباً على الأطفال. وأضافت ءالاء؛ أن من ضمن المواضيع ذات الأهمية التي تطرقت إليها الورشة؛ هي خطورة الأجهزة الالكترونية على الأطفال، وإيجاد البدائل المناسبة لذلك. مضيفة إلى أن ما تعلمناه من معلومات ومهارات سنقدمه للزملاء في البيئة المدرسية إلى جانب مساعدة أولياء الأمور الذين هم بحاجة إلى ذلك. تعزيز وترسيخ مفهوم حماية الأطفال مجتمعياً ومؤسـسياً.. وأكدت أمينة الرفاعي مدير إدارة حماية حقوق الطفل بدائرة الخدمات الاجتماعية؛ أن دائرة الخدمات الاجتماعية تسعى من خلال هذه الورشة التدربية إلى تعزيز وترسيخ مفهوم حماية الأطفال مجتمعياً ومؤسـسياً، فضلاً أن حماية الطفل من العنف من أولويات دائرة الخدمات الاجتماعية. وأفادت مدير إدارة حماية حقوق الطفل، أن الورشة استقطبت نحو (150) مشاركاً من مختلف أفراد المجتمع ومؤسساته على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا بحد ذاته يعد نجاحاً، وتتطلع الدائرة دائماً غرس مفهوم الطفل لدى أفراد المجتمع من خلال العديد من الآليات ومن بينها الورش والفعاليات والندوات والمؤتمرات العلمية. وأعربت أمينة الرفاعي؛ عن شكرها وتقديرها إلى الخبير علي عصام مقدم الورشة على جهوده وإثرائه الورشة بأساليب حديثة، مثمنة تعاون منظمة الأمم المتحدة للطفولة على تعاونها الدائم مع دائرة الخدمات الاجتماعية، وكذلك الشكر موصول غلى جميع المشاركين من الأفراد والمؤسسات.