بمناسبة اليوم الدولي للأسر، نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، جلسة حوارية بعنوان "الاستقرار الأسري"، بالتعاون مع جمعية الإمارات لكبار المواطنين في ضاحية مغيدر، وشارك فيها إدارة التثقيف الاجتماعي بالدائرة و30 عضواً من جمعية الإمارات لأصدقاء كبار المواطنين، ويحمل هذا اليوم شعار "الأسر والاتجاهات الديمغرافية"، والذي يهدف إلى تعزيز الوعي بالمسائل المتعلقة بالأسر وزيادة المعرفة بالعمليات الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية المؤثرة فيها. وشاركت في الجلسة الحوارية مريم القصير مدير إدارة التثقيف الاجتماعي والتي أكدت على الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات للأسرة، وذلك ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تحرص على الاهتمام بالأسرة. تعريف الأسرة وعرفت القصير مفهوم الأسرة بأنها النواة الأولى للمجتمع، ووحدة بنائه، فهي نظام اجتماعي تربوي وهي ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي، وتقوم بوظيفة التنشئة الاجتماعية للأبناء وتعدهم للمستقبل. وشرحت بأن الاستقرار الأسري يعني علاقة أسرية ناجحة تقوم على التفاعل الدائم بين أفراد الأسرة جميعا، وتهيئ للأبناء الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية، ويتسم الإستقرار بسيادة المحبة والتعاون بين أفرادها في إدارة شؤونهم الأسرية. وأكدت القصير بأن الاستقرار الأسري يؤدي إلى تماسك الأسرة وترابطها من الناحية الفيزيولوجية، والنفسية، والاجتماعية، بحيث ينعم كل فرد منها، ويجد في ظلالها الحب والحنان وسلامة الخلق والاستقرار، كما وأنه أهم مكون في جسم المجتمع البشري هو الأسرة، فإذا صلحت صلح المجتمع كله والعكس صحيح، إذْ ينشأ الفرد وتنطبع سلوكياته فيها، كما أنها تُكسب الطفل اتجاهاته، وتكون ميوله، وتميز شخصيته بتعريفه بدينه، فيكون لها الأثر في تقويم السلوك وبعث الطمأنينة في نفسه. ومن فوائد الاستقرار الاسري تعقب مريم القصير قائلة، أن أقوى ما تستقوي به الأمة متانة بناء الأسرة، لكونها لبنة الأساس في الأمة، والأسرة الصالحة، أي أم صالحة وأب صالح وعمل صالح. ومن ناحية العلاقة بين الزوجين؛ إذا كانت على نحو من الرحمة والعطف والمودّة فإنها تعود على الأطفال بالحب والحنان والتماسك، لكن إذا تسللت الخلافات والمشاحنات بين الزوجين فإن تشتت الأطفال يحل محل تماسكهم وبالتالي إلى نموهم في بيئة غير سليمة. أهداف مشتركة للأسرة بدوره تناول طارق مسيفر اختصاصي مسؤولية مجتمعية كيفية تحقيق الاستقرار الأسري، والذي يبدأ بوضع الأهداف والتخطيط الجيد بالأسرة، ومنها وضع أهداف وخطط مشتركة بين أفراد العائلة، وتسليط الضوء بتحديد نقاط الضعف والقوة لدى أفراد العائلة والسعي لتقويتها وتعزيز الجوانب التي تحتاج إلى متابعة وتحفيز نقاط القوة الموجودة لدى الاسرة، إضافة إلى وضع آلية عمل لها وخطط لتنفيذها على مدار السنة، وتشمل جميع الجوانب المختلفة مثل الدينية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية، والصحية والمعيشية. ووضع القواعد والأنظمة والقرارات المشتركة داخل الأسرة وبناء القيمة الذاتية لكل فرد في العائلة، وذلك بتعليم الأطفال كيفية تلبية احتياجاتهم بدون الإساءة أو الإضرار بأي شخص. وتعليم الطفل كيفية التعامل مع الوضع بشكل مختلف ليصبح أكثر إيجابية وصاحب شخصية بناءة في الأسرة. التواصل الفعال وتستكمل شيخة الجروان المثقف الاجتماعي في إدارة التثقيف الاجتماعي، أن قواعد تحقق الاستقرار الأسري تتمثل في؛ الاحترام المتبادل لأفراد العائلة وهو من الأمور الواجب توفرها كونه يزيد التواصل الفعّال بينهم. كما أن التواصل الفعال يزيد ويعزز التلاحم بين جميع أفراد العائلة خاصة في أوقات الفرح أو الحزن، فالأطفال غالباً ما يواجهون صعوبة في وصف مشاعرهم من خلال الكلمات. وبمجرد أن يشعر الطفل بأن والديه يستمعون إليه يصبح أمراً كافياً لكي يتحدث عن نفسه ولا بد أن يتاح له فرصة ليتحدث عن حياته اليومية. ومن الأمور الإيجابية تعقب الجروان، تخصيص وقت للعائلة ومحاولة تنظيم الوقت لقضاء وقت معاً عدد من المرات في الأسبوع. مما يخلق أجواء جيدة للاتصال والحديث عن القضايا الهامة والمواضيع الأكثر متعة. حتى في بعض الأحيان يمكنك مطالبة الطفل بمشاركته لك في الأعمال المنزلية. وختمت الجلسة علياء السويدي مدرب اجتماعي ومقدمة الجلسة الحوارية بأن الاستقرار الأسري هو مطلبٌ منشود وحاجة ملحة، وبه يستقر المجتمع وتحصل السكينة والطمأنينة.