"الكلمة السحرية لحل الخلافات وتجنب حصولها حاضرا أم مستقبلا هي الأسرة" بهذه الكلمات لخصت الأخصائية الاجتماعية فاطمة الشحي والتي مر على عملها 11 سنة في مجال التعامل مع الحالات المعنفة من النساء والفتيات في مركز حماية المرأة التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، وتعتبر دورها من أهم الأدوار في المركز لتعاملها مع أسرة العميل، يتم استقبال الحاله بالمركز من قبل الاخصائي الاجتماعي حيث يتم تعريفه بالخدمات المقدمة ودوره في حل مشكلته، إضافة الى الاستماع لمشكلته. "الأسرة" المسبب الأول وبالعودة إلى الأسرة، تقول الشحي أن معظم المشاكل التي تردنا الينا قد تكون بدايتها متصلة بالعميل نفسه إنما مع الجلسات والحوار معه نجد التأثير الخفي للأسرة ودورها في تشكيل حياته ووصوله إلى ما هو عليه، وبالتالي ننصح كافة الأسر بضرورة الحوار فيما بين أفرادها لكونه عنصرا مفقودا إضافة إلى ضرورة إحتواء الأطفال. وتقول فاطمة الشحي، هناك فئة من الأباء والأمهات يفتقرون إلى الإحساس بالمسؤلية، وبالتالي يكون الأبناء ضحية لهم، ولفقدان الشعور بالآمان يحدث كثيرمن الانفلات أو الإقدام على سلوكيات غريبة عن مجتمعنا العربي والخليجي، فالطلاق بالدرجة الأولى وانشغال الأبوين بمصالحهم وعملهم عن أولادهم، يوصل لمثل هذه الحالات. ومعظم الحالات التي تم العمل عليها بالمركز تتمحور مشاكلهم بسبب انشغال الوالدين بتكوين اسر اخرى ووجود الابناء مع الجده او الخالات ولظروف الحياة لا يولون الابناء الرعاية والانتباه اللازمة مما يكسبهم الوقت للمشاغبة وبعضهم للانحراف وتغير السلوك والابتعاد عن التعاليم الدينيه (كالصلاه والصوم وقراءة القران ) الانفتاح والتطور وعلى صعيد آخر تقول الشحي، أن الانفتاح والتطور الخطير الذي يشهده العالم في مجال التكنولوجياعلى ثقافات وعادات وتقاليد مختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا، كان له الأثر الكبير على علاقاتنا الأسرية والمجتمعية، فاليوم نرى بعض الفتيات يردن العيش لوحدهن، بحجة أن "بيت أهلي ضيق ولا أشعر بالخصوصية"، أو الخروج المستمر من البيت مع صديقاتها والسفر لوحدها والعودة إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل، وتريد أن ترتدي ما تشاء من الملابس وترفض تدخل شقيقها بشؤونها بحجة أن لديها أم وأب كما تعترض على أهلها وتطالبهم بعدم التدخل في حياتها لأنها مكتفية ماديا وليست بحاجة أحد ليصرف عليها، وكل ما ذكر يؤدي إلى الإقدام على ردات فعل عنيفة من قبل الأهل والأخوة، فهذا الشاب الذي يرى شقيقته تتصرف على هذا النحو وتكسرالأعراف الاجتماعية، فكيف ستكون ردة فعله، وبالتالي تحدث حالات الإعتداء والعنف أوالهروب أورفض الأهل لابنتهم التي كسرت المعايير المجتمعية، وبطبيعة الحال نتعامل بطرق مختلفة مع العميل بحسب نوع مشكلته. وهنا يأتي دورنا بتوجه العميل إلى التصرف الأقل حدية لتفادي حدوث مشكلة والتقريب بين وجهات النظر بين الأطراف، والتعامل بمرونة، وإقناع الفتاة بأن تصرف أهلها هو ناتج عن خوفهم وحرصهم عليها واهتمامهم بها،وهم أهم من صديقاتك وصولا إلى حل يرضي جميع الأطراف لتعود المياه إلى مجاريها، وإيجاد حوار مشترك. عدم قول الحقيقة افادت الاخصائية الاجتماعية في مركز حماية المرأة، إلى الأخذ بعين الاعتبار بأن بعض العملاء لا يقولون مشكلتهم الحقيقية من أول لقاء وأغلب الحالات الواردة يكون المتسبب على نفسه بالمشكلة، مثلا إحدى الحالات التي حولت للمركز زوجة تعرضت للاعتداء بالضرب من زوجها واشتكته، وعندما التقينا معها كانت تضع اللوم على زوجها، وبعد عدة جلسات معها ومع زوجها تبين أنها زوجة سليطة اللسان ودائمة الشجار والصراخ بالمنزل مما جعل الزوج يفقد السيطرة رغم تحملها لسنوات ولكن صبره نفذ وبلحظة غضب اعتدى عليها بالضرب كرد على تصرفاتها، هنا لا بد من تقويم سلوك الزوجة و أنها غير محقة بتصرفاتها ، وفي مثل هذه الحالات والتي تعد من أبرز المشاكل الزوجية، يجب التعامل بكثير من الصبر والذكاء. وتشرح بأن الصعوبة تكون عندما يكون العميل مقتنع بأنه ليس على خطأ ويحتاج الأمر إلى وقت وجلسات لتغيير رأيه والاقتناع. افتتح المركزعام 2011 واستطاع حل الكثير من المشاكل الأسرية وهو يستقبل العملاء من النساء والفتيات وتتراوح مدة إقامتهن في المركز ما بين يوم أو اسبوع وأحيانا تطول الفترة إلى أشهر، والكثير من الحالات يكون السبب لايستحق الخلاف بين الزوجين ولكن العناد بينهم وهذة من أكثرالمشاكل التي تحل بوقت قصير، وفي المقابل هناك حالات تطول خاصة عندما يتدخل بها الشق القانوني والمراجعات القانونية مثلا عندما تتعرض الزوجة للضرب أو للطرد باستمرار وتشتكي في الشرطة على الزوج الذي قد يكون مدمن كحول، أو لديه حالة نفسية، وترفع قضية لاسترداد حقها عن طريق المحكمة، وأخذ تعهد بعدم تعرضها للاعتداء مرة أخرى، وتحول القضية إلى المحكمة يؤجج الخلاف ويزيد الفجوة، ويصعب علينا حل الخلاف، وبهذه الحالة يضع الاخصائي النفسي والاخصائي الاجتماعي ومعهم المحامي خطة لحل المشكلة أما وديا أو التوجه إلى النيابة ثم المحكمة الأسرية، لاستكمال إجراءات الطلاق كون وضعها ميؤوس منه. وجدير بذكره أنه يتم متابعة العميل حتى بعد حل المشكلة وعودة الزوجة إلى بيتها للتأكد والاطمئنان على وضعها. وإضافة للعمل في المركز فإن الاخصائي الاجتماعي يعمل أيضا في الرد على الاستشارات التي ترد إلى خط الاستشارات التابع للدائرة