"بنت الصحراء" هو الاسم الذي اختارته فاطمة محمد السراح عضو بمركز "إنتاج" التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، لمشروعها التجاري في صناعة التحف والهدايا التراثية واللوحات الفنية، والتي تؤكد بأن إنضمامها ل"إنتاج" كان بمثابة إعادة رسم حياتها كلها، بسبب التطور والاستفادة والنجاح الذي حققته خاصة بعد حصولها على رخصة "اعتماد" التجارية، إذ يسهل المركز الحصول عليها لعضواته بناء على اتفاقية مع الدائرة الاقتصادية بالشارقة وبسعر معقول ومدروس. وتقول فاطمة، أن عمل المرأة ومشاركتها في التنمية الاقتصادية أمر مهم للغاية، بغض النظر عن أحوالها المادية أكانت جيدة أم سيئة، لأنه يمنحها الثقة بالنفس والإكتفاء المادي والأسري والمجتمعي. أم لطفلين وتسرد قصتها قائلة: بعد زواج نتج عنه ولد وبنت، فكان لا بد من العمل لتربيتهما تربية جيدة، فشمرت على ساعدي ودخلت في المجال المهني مستغلة الموهبة التي وهبني إياها الله عز وجل، في الرسم والأشغال اليدوية التي اكتسبتها بالفطرة منذ طفولتي واكتشفتها المدرسات اللاتي شجعني على صقلها والاستمرار بها، خاصة وأني كنت أفوز بالمسابقات المدرسية بمادة الرسم والفنون، وكانت وقتها مجرد هواية لطفلة صغيرة لا أكثر. استخدام الخامات الطبيعية وتتابع قصتها، أما أولادي فعندما كانوا صغاراً، لم يكونوا يحبون عملي لكونه يلهيني عنهما، فأنا دائما أكون مشغولة بعمل اللوحات وبيعها والاسترزاق منها،وتابعت عملي في بيع بعض لوحاتي وكنت أجمع الخامات الطبيعية: بقايا السعف "الليف" والخشب والرمل والفخار والمحارات البحرية والحصى الملونة والأصداف، وأصنع منهم لوحة فنية معبرة أو مجسمات وتحف تراثية، وبدأت أشارك في المعارض الفنية من خلال انضمامي للجمعيات أو مؤسسات اجتماعية حتى أني عملت مدرسة للفنون في إحدى المدارس التي تعني بذوي الاعاقة وأيضا في المؤسسات العقابية بالشارقة وعملت دورات فنية للسجينات، وفي المدارس، وذلك من خلال عملي في وزارة تنمية المجتمع لمدة 10 أعوام، إلى أن نصحتني أحدى الصديقاتي التي لفتها عملي بالانضمام إلى "إنتاج" والاستفادة من المزايا التي يوفرها للعضوات من تسويق وترويج ومشاركة بالمعارض وعرض المنتجات على المتجر الإلكتروني التابع للمركز وغير ذلك، مثل إستخراج رخصة تجارية تمكنني من المشاركة في المعارض، لأن هناك بعض المعارض أو الاماكن ترفض المشاركة بها لعدم وجود رخصة تجارية، وهذا كثير ما حصل معي، وبالفعل انضممت الى "إنتاج" وأصبحت حياتي منظمة، وكل خطواتي مدروسة، وتحسن وضعي المادي وربيت أولادي لوحدي وسجلتهم في المدارس والجامعات، وأصبح لدي مشروعي الخاص "بنت الصحراء" وهذا الاسم اخترته بعدما أطلقته علي إحدى الصحفيات التي كانت تزور الشارقة وكنت مشاركة في أحد المعارض بلوحات فنية فأعجبت بعملي وأجرت معي مقابلة ونشرتها في أحد المجلات العربية وتفاجئت عندما رأيتها واعجبت باللقب الذي أطلقته علي وقررت إطلاقه على المشروع. وتضيف فاطمة، مازلت اليوم أعمل في المواد القديمية من الخامات الطبيعية، ولكن مع الدورات التي يوفرها مركز "إنتاج" للعضوات بدأت بتطوير عملي ولوحاتي وأصبحت استخدم خامات مصنعة ودمجها بالخامات الطبيعية بتقنيات حديثة ومواد أخرى، كما تنوعت مشغولاتي أكثر فأضفت الميداليات والأكسسوارات من أساور وقلادات وحقائب يدوية مطرزة بالزري وخيوط التلي وغيره. استخدام التقنيات وتختم كلامها، بتشجيع المرأة مهما كان عمرها أو مستواها الثقافي والعلمي بأن تستغل موهبتها وتصقلها وتعرف الآخرين بها، لأن العمل ليس عيبا، واليوم نستفيد الكثير من التقنيات الحديثة ومن وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي التي توفر شبكة كبيرة من المعارف ممكن الاستفادة منها ونحن في منازلنا، وكذلك أصبح يوجد شركات توصيل توفر خدمة التوصيل للمنازل. أضف لذلك تشجيع القيادات العليا ودعمها اللامنقطع للمرأة ولعملها ومشاركتها كشريك فاعل بالمجتمع.