زينب محمد حسين نموذج مشرف للمرأة الإماراتية عايشت الجيل الأولي في فترة ما قبل النفط في طفولتها، وعايشت بلادها وهي تنمو وتتطور لتصبح من الدول الأكثر تحضرا في العالم. اكتسبت من أمها الكثير من المهارات اليدوية والثقافات المحلية، ففي ذلك الوقت لم يسمح الوالد بدخول بناته إلى المدرسة، فمن منظوره كان ذلك "عيب"، فكانت زينب تراقب والدتها الجالسة خلف "الكاجوجة" وهي تصنع التلي، شأنها كنساء جيلها ، وتشربت تلك الطفلة المهنة من يد والدتها التي شجعتها بدورها على اتقانها، بل وأعطتها "كاجوجة" كي تبدأ بصنع التلي بنفسها وهي بسن السابعة، وهذا ما كان له أثرا إيجابيا في مستقبل هذه الطفلة، التي أصبحت اليوم عضو فعال ومنتج في مركز "إنتاج" التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، كونها من منتسبي الدائرة، وهي اليوم مسؤولة عن عائلة كبيرة (9 أبناء)، أما عقيدتها في الحياة فهي أن "العمل عبادة". رخصة "اعتماد" وتقول زينب، بعد انضمامي إلى مركز إنتاج كنت من أوائل العضوات الحريصات في الحصول على رخصة "اعتماد" من دائرة التنمية الاقتصادية والتي تساعدني كثيرا في عملي، وحصلت عليها منذ خمس سنوات، وسهل المركز لنا الحصول عليه بخصم 50% للعضوات. زينب وأسرتها وتسرد زينب طريقة عملها فتقول، أنا وابنتي نعمل معا فهي تساعدني في تركيب التلي مثلا وترتبها بشكل منسق على الأواني والملابس وغير ذلك، وابني الكبير يساعدني أيضا في عملي فيحمل أغراضي إلى المعارض ويرتبها معي، ولا يخجل أبدا من كوني أعمل بل يشعر بالفخر من أن والدته أصبحت سيدة أعمال ولديها رخصة تجارية. وبعد انضمامي إلى مركز "إنتاج" تعرفت على أناس جدد لديهن مهارات متنوعة في الطبخ والخياطة والعطور والبخور والدهون، كما تعلمت من خلال المركز خياطة الجلابيات والطبخ وتزيين الزجاج بالمحارة، وطورت عملي، بدأت أعمل ملابس للأطفال والكبار، والكنادير، وغيرها وازدادت الطلبات عندي خاصة بعدما عملت ابنتي حساب على الانستغرام ومن خلاله أتلقى الطلبات وانفذها وأوصلها لأصحابها خاصة خلال جائحة كوفيد 19. المشاركة بالمعارض وتؤكد زينب على أهمية المشاركة في المعارض التي توسع دائرة الزبائن وترفع الطلبات، فمن أحب الأمور لديها المشاركة في المعارض، وحاليا تشارك في الجناح الإماراتي في القرية العالمية ركن 102. وتتوجه زينب بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على توجيهاته وتوصياته بالاهتمام بسعادة الأسرة والعمل على راحتها، وما تقوم به دائرة الخدمات الاجتماعية هو أكبر دليل على الاهتمام بكافة أفراد المجتمع، ومشروع مركز "انتاج" هو متنفس للأسر ويشجعهم على العمل لتحسين أوضاعها المادية وكذلك تزويدهم بالخبرة والمعرفة.