نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، ضمن برنامج إضاءات اجتماعية، جلسة حوارية تحت عنوان" التسامح" بمشاركة الدكتور عبدالله الدرمكي، عضو المجلس الاستشاري بإمارة الشارقة، للحديث عن قيمة التسامح وأهميتها في بناء الأمم والمجتمعات، بالإضافة إلى الحديث عن نهج دولة الإمارات بتعزيز قيمة التسامح بين جميع القاطنين على أرضها. وتحدث الدكتور عبد الله الدرمكي، في بداية الجلسة التي أقيمت(عن بعد) عبر منصة التواصل الإلكتروني زووم zoom، عن دور الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في ترسيخ قيمة التسامح وإرساء مبادئ التعايش والأخوة والإنسانية، التي جعلت دولة الإمارات نموذجاً عالمياً في التعايش والسلام والتسامح. وقال الدكتور الدرمكي:" كان التسامح من فكر الشيخ زايد رحمه الله عليه، بأن وهب نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة، فقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر منطلقاً من رؤية ثاقبة بتسخير عوائد الثروات الطبيعية لبناء الإنسان، من حيث إقامة المدارس ونشر التعليم وتوفير أرقي الخدمات الصحية وأحدث المستشفيات والمراكز الصحية في كل أرجاء الوطن، وإنجاز المئات من البينة الأساسية العصرية، ومنظومة من المدن الحديثة التي حققت الرفاهية والاستقرار لجميع أبناء الوطن". وأضاف الدكتور الدرمكي:" في دولة الإمارات افعالنا دائما تسبق أقوالنا، والشواهد والدلائل يسطر بها التاريخ الإنساني، حيث تعد الإمارات نموذجا عالمياً في التسامح والتعددية، إذ تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف الثقافات والأديان تسود بينهم المودة والاحترام" وأكد الدكتور الدرمكي، على أهمية قيمة التسامح، بكونها مفتاح أساسي وطريق للوصول إلى السعادة والنجاح، فهي مفهوم اخلاقي اجتماعي يحقق الوحدة وتماسك المجتمعات، ووضعها ضمن أولى القيم التي يجب على الأفراد والمجتمعات التحلي بها لتحقيق التعايش الإيجابي والبناء، فهي صفة الأمم والشعوب الناجحة. واستعرض الدكتور، مفاهيم التسامح من وجهة نظر العديد من الشخصيات والفلاسفة والمنظمات العالمية، التي ركزت على مفهوم التسامح كواجب أخلاقي ومجتمعي يجب التحلي به، لأهميته في بناء الشعوب والأمم بسلام، وتقبل الآخر على الرغم من اختلافه، ونبذ جميع أشكال العنصرية من حيث الشكل واللون والجنس. وشارك الدكتور الدرمكي الحضور مجموعة من الفيديوهات، التي تشرح قيمة التسامح وتقدم نماذج محلية وعالمية عن النتائج التي تعود على المجتمعات والدول التي تتبع منهجية التسامح، مشيراُ إلى أن المجتمع عبارة عن أفراد ومؤسسات وأسر ومصانع وحكومة وقانون، كلها تعمل معاً وفق منظومة واحدة، كلما زاد التناغم فيما بينهم زادت الإنتاجية والعطاء، وكلما قل التناغم فيما بينهم قلت الإنتاجية والعمل. وأضاف الدكتور:" من يخلق هذا التناغم بين أجزاء المجتمع هو التسامح، فبقدر ما يكون التسامح حاضراً يكون التناغم والتكامل وبالتالي يكون الإنتاج والعطاء، فطاقة التسامح طاقة هائلة تساهم في تقوية النسيج المجتمعي سواء على مستوى الأسرة أو المؤسسة أو المجتمع".