انطلقت فعاليات ملتقى خدمات كبار السن التاسع تحت شعار" رفاه كبار السن في مجتمع المعرفة - نظرة مسقبلية " الذي نظمته دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة؛ تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة،, عبر المنصة الإلكترونية (منصة زووم) بالإضافة البث الحي عبر حساب الدائرة على شبكات التواصل الاجتماعي. وتناول الملتقى مواضيع ارتكزت على استشراف مستقبل سياسات رفاه كبار السن، والمجتمع المعرفي، حيث تخلل ذلك مناقشة أربع جلسات تمثلت في؛ الممارسات المستقبلية لرفاه كبار السن، والسياسات الاستشرافية ومعززات العمل الاجتماعي، وكذلك البحث العلمي والمعرفة ركائز تحقق الرفاه لكبار السن بالإضافة إلى رعاية كبار السن ودورهم في تعزيز القيم. واستهدف الملتقى؛ الرؤى الإستشرافية لمستقبل سياسات وخدمات وبرامج رعاية كبار السن، وتبادل الخبرات المحلية والدولية إلى جانب التعرف على متطلبات تطوير سياسات رعاية كبار السن لتحقيق الرفاه الاجتماعي، وتوظيف البحث العلمي والمجتمع المعرفي وأدواته في دعم الخطط المستقبلية للرفاه الاجتماعي لكبار السن. السياسة الاجتماعية لكبار السن واستهل الاستاذ الدكتور حسين العثمان عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة الشارقة؛ بجهود دائرة الخدمات الاجتماعية في تنظيمها مثل هذه الملتقيات العلمية التي تتناول قضايا فئات كبار السن، وهي من أهم الفئات التي توليها حكومة إمارة الشارقة أهمية خاصة من خلال التشريعات والخدمات المتنوعة المتوفرة لهذه الفئة لضمان العيش العيش الكريم والحياة الآمنة، مشيراً إلى أن السياسة الاجتماعية لكبار السن تعتمد كثيراً في نجاعتها على اهتمام القيادات وصانعي القرار، والعلماء والباحثين، ومجمل أفراد المجتمع. ومن الأهمية بمكان إعداد استراتيجية متكاملة لخدمة كبار السن، وفق خطة تقوم على خمس عناصر، وهي التشريعات والخدمات، والتوعية، والدراسات والبحوث. تقنيات لخدمة كبار السن وفي السياق ذاته؛ أشار الدكتور أحمد ثابت، الأستاذ المشارك بجامعة أسيوط، إلى أن استشرافية ممارسة العمل الاجتماعي المرتكز على تكنولوجيا الواقع لتحقيق الرفاه الاجتماعي لكبار السن، مشيراً إلى أن العمل الاجتماعي في مجال رعاية كبار السن تغير بشكل كبير نتيجة للتطورات التي حدثت مع ظهور التقنيات الرقمية، حيث غيرت التكنولوجيا الرقمية بما في ذلك العلاجات الرقمية كيفية مشاركة الاخصائيين الاجتماعيين في تقديم الخدمات والتواصل مع كبار السن ومقدمي الرعاية والأسر والجماعات والمنظمات والمجتمعات المرتبطة بالشيخوخة، حيث ساهمت هذه التقنيات الرقمية في المساعدة على تحسين الرفاه ونوعية الحياة لكبار السن. وعدد أحمد ثابت؛ خمس تقنيات ناشئة مخصصة لكبار السن والتي يمكن تدريب الأخصائييين الاجتماعيين عليها في كيفية توظيف هذه التقنيات من أجل تحسين نوعية حياة كبار السن، وهي الأجهزة القابلة للارتداء، والاستشعار، والربوتات، والتواجد عن بعد أو الافتراضي ، بالإضافة إلى تطبيقات الهواتف الذكية. رعايـة كبار السن مـن قضـايا السـاعة إلى ذلك؛ أكدت دكتورة سمر الفقي، مسئول البرامج المجتمعيه وصحة كبار المواطنين بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية؛ إلى أن موضـوع رعايـة كبار السن مـن قضـايا السـاعة التـي تحظـى بالاهتمـام، وأصـبحت الكثيـر من الدول تقدم برامج متنوعة من الرعاية الاجتماعية لمواطنيها وسكانها من كبار السن بهدف تحقيق عدل اجتماعي، وتوفير خدمات لهذه الفئة مـن فئـات المجتمـع؛ باعتبـار أن ذلـك مـن معـايير رقي وتقدم ونهضة الدول، وهذا ما نلمسه على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة من قوانين ومؤسسات كلها سُخِّرت من أجل خدمة هذه الفئة. مثمنة أهمية مثل هذه الفعاليات المخصصة لكبار السن والتي بدورها تعزز المعرفة وتبادل الخبرات بين كافة الجهات، ولا سيما أن إمارة الشارقة من المدن الرائدة في مجال خدمة كبار السن، مما تعد فرصة سانحة لللآخرين الاستفادة منها. 3 محاور لخدمة كبار السن: وفي الموضوع نفسه؛ تطرقت خلود آل علي، مدير إدارة الرعاية المنزلية بالشارقة، إلى الرؤية المستقبلية للخدمات المقدمة لكبار السن من منظور دائرة الخدمات الاجتماعية، حيث وضعت الدائرة سياسة مستقبلية في سبيل خدمة كبار السن من خلال ثلاث محاور؛ وهو المحور الاجتماعي والنفسي الذي من خلاله يتم طرح رؤى لتشكيل فريق "الدعم والمساندة" لحماية كبار السن من الإساءة والعنف، وكذلك دعم فاقدي الرعاية الاجتماعية طبقاً لمتطلبات الحماية والمتابعة اللاحقة لهم بما يحقق بيئة آمنة لهم، وكذلك تأهيلهم استباقياً لمرحلة التقاعد النشط وتوظيف خبراتهم من خلال تصميم مبادرات هادفة فعالة لهم في العمل التطوعي، وتمكينهم بالتدريبات المتخصصة. أما محور الدمج فإنه يتم من خلال التوسع في تقديم الأنشطة والبرامج الداعمة لتحقيق الدمج الاجتماعي لكبار السن من خلاله تكوين مجموعات تعارف وصداقة من كبار السن من المقيمين بمنازلهم، ودعم فرص التواصل والتلاقي الدائم فيما بينهم لتحقيق فرص التلاقي والدمج والشيخوخة النشطة. وفي المحور البحثي؛ الذي يرتكز على إجراء مسح على عينة من كبار السن المتقاعدين ودراسة احتياجاتهم ومتطلباتهم لتحقيق ممارسات "التقاعد النشط"، لتعزيز الدمج الاجتماعي والتمكين الاقتصادي للمتقاعدين. فرصة مثالية.. وثمنت مها منصور آل علي، مدير إدارة الاتصال الحكومي؛ رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، جهود المشاركين من الخبراء والمختصين الذي أثروا الملتقى بخلاصة خبراتهم العلمية والمهنية، إذ يمثل الملتقى فرصة مثالية لمختلف أفراد المجتمع وكذلك المختصين الممارسين، لتطوير مهاراتهم والاستفادة من الخبرات العلمية التي يقدمها الخبراء، ولا سيما في مواضيع تخص آباءنا وأمهاتنا من كبار السن. وأشادت آل علي، بالجهود المبذولة والتعاون الدائم مع دائرة الخدمات الاجتماعية، مشيرة إلى أن الملتقى السنوى التاسع لكبار السن هذا العام جاء تحت شعار " رفاه كبار السن في مجتمع المعرفة - نظرة مسقبلية " ليجسد توجه دولة الإمارات العربية المتحدة ونهجا في استشراف المستقبل والتطلع للتميز إرتكازاً على التخطيط بعيد المدى والرؤية نحو أفاق الريادة. يذكر أن ملتقى خدمات كبار السن إحدى الفعاليات التي تنظمها دائرة الخدمات الاجتماعية بشكل سنوي احتفاء باليوم العالمي للمسنين، ويتخلله العديد من الفعاليات المجتمعية التي تنظمها الدائرة إلى هذه الفئة، لتعزيز الدمج المجتمعي الذي يعزز صحة كبار السن.