بالتزامن مع اليوم العالمي للمسنين؛ الذي يصادف الأول من شهر اكتوبر؛ كشف برنامج الشارقة للمدن المراعية للسن التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية، أنه حقق عدداً من الإنجازات، حيث بلغت النسبة التراكمية لإنجاز الخطة الاستراتيجية منذ انطلاقها في 2017 وحتى 30 من سبتمر من 2020، نحو 90%، شارك في تحقيقها 24 جهة حكومية. ويحتوي برنامج المدن المراعية للسن على 189 معياراً لقياس مدى الالتزام بمفهوم المدن المراعية للسن، ضمن 8 محاور رئيسية متمثلة في محور المساحات الخارجية والأبنية والنقل والإسكان والمشاركة المجتمعية والاحترام والإدماج الاجتماعي، والمشاركة المدنية والتوظيف والاتصالات والمعلومات والدعم المجتمعي والخدمات الصحية. وتفصيلا؛ أوضح البرنامج، أن نسبة الإنجازات المحققة وفقاً لمحور المساحات الخارجية والأبنية 75%، والنقل بلغت نسبة إنجازه 87%، والإسكان بلغت نسبة الإنجاز فيه 100%، بينما كانت نسبة الإنجاز في محور المشاركة المجتمعية 91%، و89% هي نسبة الإنجاز في معيار الاحترام والإدماج الاجتماعي، وكانت نسبة الإنجاز في معيار المشاركة المدنية والتوظيف نحو 100%، وكذلك محورالاتصالات والمعلومات بنحو 100%، بينما كانت نسبة الإنجاز في معيار الدعم المجتمعي والخدمات الصحية 89%، أما نسبة إنجاز الأنشطة الداعمة بلغت نحو93%. رعايـة كبار السن مـن قضـايا السـاعة وبدورها، أشارت دكتورة سمر الفقي، مسئول البرامج المجتمعيه وصحة كبار المواطنين بالمكتب المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية؛ إلى أن موضـوع رعايـة كبار السن مـن قضـايا السـاعة التـي تحظـى بالاهتمـام، وأصـبحت الكثيـر من الدول تقدم برامج متنوعة من الرعاية الاجتماعية لمواطنيها وسكانها من كبار السن بهدف تحقيق عدل اجتماعي، وتوفير خدمات لهذه الفئة مـن فئـات المجتمـع؛ باعتبـار أن ذلـك مـن معـايير رقي وتقدم ونهضة الدول، وهذا ما نلمسه على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة من قوانين ومؤسسات كلها سُخِّرت من أجل خدمة هذه الفئة. وتعد إمارة الشارقة أحد النموذج الرائدة في هذا المضمار لما يحظى فيها كبار السن من خدمات رعائية وترفيهية متنوعة ومتعددة مكنت لهم سبل الحياة الكريمة، كما تعد إمارة الشارقة المدينة العربية الوحيدة التي نالت لقب مدينة مراعية للسن في سبتمبر 2016م. نجاح البرنامج يجسده دور المؤسسات وفي السياق ذاته؛ قالت أسماء الخضري مستشار مكتب الشارقة للمدن المراعية للسن، أن النسبة العالية من الإنجازات المحققة تجسد مدى تكاتف المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة في تحقيق المنجزات كل حسب احتصاصه ومجالاته، مشيدة بالجهود المبذولة من قبل مختلف الجهات الحكومية وحرصها على تقديم أفضل وأرقى الخدمات الإنسانية العظيمة التي يقومون بها لخدمة كبار السن و تعزيز سبل الراحة لهم. وأكدت الخضري، أن الاهتمام بكبار السن ورعايتهم يُعد من أولويات دائرة الخدمات الاجتماعية التي توفر لهم حزمة من الخدمات الصحية والمجتمعية والنفسية والإيوائية وحتى الترفيهية، بالإضافة إلى حزمة من خدمات الرعاية المنزلية وبرامج أندية الأصالة المقدمة على مستوى إمارة الشارقة. وتابعت أسماء الخضري؛ يأتي احتفاءنا بـ "اليوم العالمي للمسن" وفاءً لآبائنا وأمهاتنا ممن قدموا حياتهم في خدمة المجتمع والوطن وحفظ التراث والحضارة، لنشاركهم هذه اللحظات وإشعارهم بالقيم الإنسانية والاجتماعية التي تمثل دعماً كبيراً للدمج المجتمعي، مشيدة بالوعي المتزايد لأفراد المجتمع ببرنامج المدن المراعية للسن وأهميته من خلال تنظيم مختلف الملتقيات وورش العمل، والحرص على إشراك فئة كبار السن ضمن هذه الملتقيات، وذلك لتحفيزهم وتشجيعهم على عيش شيخوخة نشطة وفعالة. سلسلة من الأنشطة والمبادرات ومن جانبها؛ استعرضت عائشة هاشم، مشرف برنامج الشارقة مدينة مراعية للسن، سلسلة من المبادرات والأنشطة المحققة والتي تمثلت في؛ العيادة الطبية المتنقلة التي تم إطلاقها للتشخيص المبكر للأمراض المزمنة، والتي تضم أجهزة حديثة للأشعة وأجهزة التشخيص بالموجات وفوق الصوتية وأجهزة مختبرية، فضلاً عن دورها التثقيفي في توعية الأفراد وتصحيح المفاهيم الصحية الخاطئة. فيما تتضمن خدمات التمريض المنزلي توفير ممرض مع كبير السن المريض في المنزل لتعزيز الحالة الصحية للمرضى وضمان إدماجهم في أسرهم من دون مقابل وتوفير عناء الذهاب للمؤسسة الصحية. حيث تم تقديم الخدمة لصالح (96) كبير سن. وضمن مبادرة الأنشطة الرياضية لكبار السن تم تنفيذ ( 21) نشاطاً نهارياً لهم في أندية مجلس الشارقة الرياضي، متمثلة في مسابقة الشطرنج ومسابقة الرماية ومارثون المشي وكرة الصالات وبطولة الرماية ومباراة كرة الماء. علاوة على ذلك؛ ضمن مبادرة منح مزايا خاصة وخصومات لمن هم فوق 60 عام، تم منح خصومات لمستخدمي وسائل النقل العامة من كبار السن، إلى جانب منح خصومات من قبل (15) جهات كبرى لتقديم الرعاية الصحية بعد ابرام اتفاقيات ومذكرات التفاهم بين هيئة الشارقة الصحية ومستشفى الزهراء، ومستشفى زليخة، والمركز الدولي للأشعة، ومركز كيور للعلاج الطبيعي، وأستر دي أم للرعاية الصحية، ومستشفى برجيل، ومستشفى الإماراتي الأوروبي، ومستشفى السعودي الألماني وغيرهم. أما مبادرة توفير خدمات النقل الخاص لطريحي الفراش التي تقوم بتنفيذها القيادة العامة لشرطة الشارقة من خدمة لنقل طريحي الفراش من كبار السن وذوي الإعاقة حيث أن طريحي الفراش لا يمكن نقلهم عن طريق وسائل النقل العادية نظراً لوضعهم الصحي من جهة، والخوف من التعرض لأي إصابة أثناء النقل في حال حدث نقلهم بطريقة خاطئة من جهة أخرى، حيث تم نقل (10988) حالة نقل لطريحي الفراش. ومبادرة توفير إضاءة كافية في الأماكن العامة التي يرتادها كبار السن وخاصة في الطرق المؤدية للمساجد البالغ عددها نحو ( 234) مسجداً، كما تم تعديل وتخصيص 120 موقف للمركبات الخاصة بكبار السن، إلى جانب منح خصومات خاصة لمستخدمي وسائل النقل العامة من كبار السن مجانا. وتم تنفيذ 390 تعديلاً في الممرات والأرصفة ضمن مبادرة تعديل ممرات المشاة والأرصفة في مناطق سكن كبار السن لتكون خالية من العوائق ذات سطح أملس ومنحدر ، كما تم تصميمه ليتسع للكرسي المتحرك. وتم توفير مقاعد خارجية في الطرقات وخاصة في مواقف وسائل النقل والساحات العمومية بأبعاد منتظمة حيث تم توفير 636 مقعداً في الأماكن العامة الخارجية و425 مقعداً في مواقف في مواقف وسائل النقل، إلى جانب تركيب 294 مقعد ذات مواصفات خاصة تناسب كبير سن في 47 حديقة في مدن إمارة الشارقة. وفيما يخص مبادرة تقديم خدمات هاتفية لكبار السن وتدريبهم على التقنيات الحديثة، تم إطلاق مجموعة من الخدمات عبر تطبيق ينبه كبار السن على مواعيد تناول الأدوية وتذكيرهم بالأنشطة المختلفة كالقراءة و مشاهدة التلفاز وزيارة الأقارب بالإضافة إلى ورش تدريبية لكبار السن على استخدام التقنيات الحديثة، أما مبادرة معرض لحرف كبار السن سنوياً تحت مسمى بركة التراث وإبراز دورهم في المشاركات المجتمعية المختلفة، وخلاصة تجاربهم في الحياة، حيث تم إعداد 4 معارض سنوياً. ومبادرة مجالس الضواحي التي تضم كبار السن في عضويتها؛ حيث ضمت دائرة شؤون الضواحي والقرى عدداً من كبار السن في عضوية ( 8) مجالس للضواحي والقرى كمجلس ضاحية الرحمانية وواسط ومويلح ومغيدر والزبارة والخالدية والبستان ودبا الحصن، كما تم مشاركة 221 من كبار السن المتطوعين في 66 برنامجاً تطوعياً ضمن مبادرة تشكيل فريق الخير والبركة من كبار السن في الشارقة للعمل التطوعي، إلى جانب تنفيذ 4 رحلات لكبار السن أحدهما رحلتان لاداء مناسك العمرة ورحلة إلى دولة أذربيجان ورحلة مصر من مبادرة تسيير رحلات خارج الدولة. كما تم طرح مبادرة تأهيل جلساء كبار السن حيث تم تنفيذ 18 ورش في مناطق الشارقة لـ 463 جليس كبار السن كما تم إطلاق العيادة المنزلية المتنقلة حيث تم تنفيذ 249 جولة في الامارة لاجراء الفحوصات وتلقي العلاجات المنزلية لكبار السن، والتزمت (111) مؤسسة حكومية ومؤسسات خاصة في الشارقة بالقطاعات الأعمال المختلفة بتبني مفاهيم ومعايير المدن المراعية للسن. إلى ذلك؛ تم تنفيذ 116 محاضرة حول التشيخ والانقلاب الهرمي لتوعية الموظفين من خلال مبادرة توعية موظفي الدوائر والمؤسسات حول التشيخ وانقلاب الهرم الديموغرافي وأهمية الاستعداد لهذا التغير ، كما طرح مبادرة طرح جائزة الابن البار حيث تشكيل فريق للمسابقة ووضع معايير التحكيم للجائزة حيث كرم 100 فائز في الجائزة من طلاب مدارس الشارقة. وفي الجانب الإعلامي تم تنفيذحلقات تلفزيونية وإذاعية بلغت نحو (1652) حلقة تخص التوعية بكبار السن على مدى عامين، بالإضافة إلى مبادرة تنفيذ برامج أسبوعية لكبار السن مخصص للمواضيع المتعلقة بكبار السن اجتماعي وصحي وثقافي، كما تم إعداد 6 أفلام قصير عن مساعدة كبير السن ضمن مبادرة "هم الخير والبركة"، وكذلك تنفيذ 5 لقاءات من قبل أصحاب الخبرة من المتقاعدين للمؤسسات. علماً أن انضمام إمارة الشارقة رسمياً للشبكة العالمية للمدن المراعية للمسن التابعة لمنظمة الصحة العالمية؛ بتاريخ 13 سبتمبر 2016م، وحصولها على عضوية الشبكة، وبذلك تعد الشارقة أول مدينة عربية تنال عضوية الشبكة العالمية للمدن المراعية للسن، وبالتالي ستكون المثال الذي يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال تطبيق المعايير التي أقرتها منظمة الصحة العالمية لتلك المدن التي تراعي السن، فأخذت الإمارة خطوات بناءة في تطوير مدينتها المراعية للسن لتكون متاحة وملائمة لكبار السن وذوي الإعاقة ومختلف الفئات العمرية الأخرى.