تحت رعاية سمو الشيخ/ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، ورئيس المجلس التنفيذي؛ انطلقت فعاليات مؤتمر الخدمة الاجتماعية في نسخته الحادي عشر، الذي نظمته دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة؛ حيث تناول المؤتمر رأس المال الاجتماعي وأثره في التنمية الاجتماعية؛ عبر المنصة الإلكترونية (منصة زووم) بالإضافة البث الحي عبر حساب الدائرة على شبكات التواصل الاجتماعي. وناقش المؤتمرون 8 أوراق علمية، تضمنت 4 محاور رئيسية، تمثلت في "الاندماج والتماسك المجتمعي الداعم لرأس المال الاجتماعي" و"تحقيق التمكين المجتمعي لفئات الطفولة والمعاقين" و "رأس المال الاجتماعي والتمكين" و "سياسات المشاركة المجتمعية في الخمسينية". الوقوف على أحدث الرؤى والأطروحات.. و أكد جاسم محمد الحمادي مدير إدارة المعرفة، رئيس اللجنة العلمية، أن مؤتمر الخدمة الاجتماعية؛ من أهم الفعاليات العلمية التي تنظمها دائرة الخدمات الاجتماعية بشكل سنوي للوقوف على أحدث الأطروحات والرؤى التي تتناول مختلف الجوانب المتعددة للخدمات الاجتماعية، حيث تستضيف فيه خيرة الخبراء والمختصين محلياً وعالمياً، مما جعل المؤتمر مورداً أساسياً يزاوج بين المعرفة العلمية والمهنية في المجال العمل الاجتماعي. وجاء هذا المؤتمر في نسخته الحالية؛ ليسلط الضوء على تبادل الخبرات العلمية في مفهوم رأس المال الاجتماعي و تعزيز أثر استثماره وطرق اهتمامه في مجال العمل والتنمية الاجتماعية، فضلاً عن التعرف على المؤسسات الاجتماعية المستقبلية وكيفية إدارتها، وسبل تطوير مهنة الخدمة الاجتماعية مستقبلياً. الإمارات نموذجاً عالمياً لتطويق كورونا.. واستهل الأستاذ الدكتور فاكر الغرايبة، الأستاذ بجامعة الشارقة؛ ورقته العلمية التي جاءت بعنوان؛ "استثمار رأس المال الاجتماعي في مجال الأزمات النموذج الإماراتي في مواجهة كوفيد19" مؤكداً أن إقامة مثل هذه المؤتمرات والفعاليات العلمية الأخرى التي يتم تنظمها على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة خلال هذه الفترة؛ لهو دليل واضح على قدرة الدولة ومؤسساتها المختلفة على مواجهة الأزمات وإدارتها بنجاح، ولاسيما أن العالم يعيش أزمة حقيقية مرتبطة بالقلق والتوتر. وتطرق فاكر الغرايبة ؛ إلى أن النموذج الإماراتي لمواجهة تحديات كوفيد 19 يعد من من النماذج الناجحة عالمياً في مواجهة الفيروس؛ حيث سخرت الدولة عدداً من الآليات في مواجهة هذه الأزمة وإدارتها بشكل سلس بدءاً من الاستجابة السريعة واستثمار الوقت الذي اتخذته الحكومة وأجهزتها المختلفة، إضافة إلى التعاون والتنسيق الدولي، والابداع والابتكار في إدارة الأزمات، والشراكة المجتمعية وعلى رأسها الأعمال التطوعية حيث إشراك المجتمع بشكل مباشر في تطويق الأزمة، فضلاً عن تبسيط الإجرءات والحلول وتقديم المساعدة وإغاثة المحتاجين داخلياً وخارجياً، كل هذه الآليات مجتمعة شكلتها الامارات بشكل متجانس في نجاح إدارتها للأزمة. الشباب والمواطنة.. وفي عرضه لورقته؛ تناول الدكتور علي عبيد الزعابي؛ الباحث والمتخصص في الدراسات الإنسانية والاجتماعية، دور الشباب كمورد إجتماعي أساسي في تعزيز قيم المواطنة ومنظومة القيم المجتمعية، مشيراً إلى أن الشريحة الشبابية في أي مجتمع أحد تعد أهم الفئات المجتمعية، ومن هنا تبرز أن دولة الإمارات بتركيزها بشكل كبير على الشباب من خلال إنشاء المراكز والهيئات والأندية والمجالس وغيرها من الآليات التي وفرتها الدولة لصالح تهيئة الشباب وتكوينهم التكوين الوطني والمعرفي. ووضح الزعابي؛ المسؤليات الملقاة على كاهل الشباب وما يتوقع منهم من إسهام فعال ومشاركة ايجابية مثمرة تجاه الوطن والإنسانية في سبيل تعزيزقيم المواطنة والانتماء، واضعاً مقترحات تمكن الشباب من القيام بواجباتهم الإنسانية على الوجه المأمول، والتي منها ضرورة إشراك الشباب أنفسهم في عملية البحث العلمي والمناقشات العلمية، وتنمية الحس الوطني، إلى جانب تشجيع مبادرات مجتمعية التي تعنى بتفعيل دمج الشباب في المجتمع والعمل على تمكينهم من المشاركة الإيجابية تجاه معالجة التحديات المحلية والاقليمية والعالمية وبالأخص الحوار في القضايا الوطنية، لما لذلك من أثر إيجابي على الانتماء والمواطنة الحقيقية في البعدين الوطني والإنساني. هشاشة لاترفيه لدى الأطفال ومن جانبه؛ الدكتور عبد الله بن ناصر السدحان، مدير مركز تثمير للاستشارات التنموية والأسرية، بالمملكة العربية السعودية، في ورقته العلمية التي تناولت "تنمية الطفل وحمايته باعتباره ركيزة لرأس المال الاجتماعي" متطرقاً إلى الجوانب الترفيهية لدى الأطفال، محذراً في الوقت نفسه؛ من ترفيه الأطفال بشكل مبالغ على التطبيقات والألعاب الإلكترونية، ولا سيما في ظل الأزمة الحالية التي فرضت وجود الاطفال في البيت، مشيراً بارتفاع نسبة تحميل تطبيقات الألعاب الإلكترونية للأطفال بـ 33% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، فضلاً عن أن الصرف المادي على الألعاب الإلكترونية الذي زاد خلال شهر مارس هذ العام بنسبة 35%.. وثمن مدير مركز تثمير للاستشارات التنموية والأسرية بالسعودية؛ جهود دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، وأنشطتها المعرفية المتنوعة في تنظيم مثل هذه المناسبات العلمية التي لها الأثر البالغ في صقل المعرفة لدى المجتمع، وبالأخص أن المجال الاجتماعي يعني جميع أفراد المجتمع. من التهميش إلى الدمج والتمكين.. أما الدكتورة هنادي عبيد السويدي، مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم، ناقشت في ورقتها العلمية؛ عن "دمج المعاقين وذوي صعوبات التعلم وكيفية انعكاسها كجزء من رأس المال الاجتماعي" مؤكدة أن بناء وتنمية القدرات البشرية هي إحدى أهم القضايا التي تفرضها التحولات المعرفية والمعلوماتية ليشمل كافة الفئات والطبقات، وهنا تبرز أهمية تنمية فئة الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي صعوبات التعلم وبناء قدراتهم اجتماعياً، وتعليمياً واقتصادياً مما يساهم في تغير وضع المعاقين وذوي صعوبات التعلم اجتماعياً. وتطرقت السويدي؛ إلى جهود إمارة الشارقة ودورها الريادي في تعزيز تمكين ودمج فئة ذوي الإعاقة وإتاحة الفرصة لها بدءاً من الدمج المجتمعي إلى تخرجهم من المدارس أو مراكز التأهيل، فضلاً عن تأمين لهم حق العمل لتمكينهم على الاعتماد على الذات، مما يعد هذا التمكين جزءاً من رأس المال الاجتماعي. التنمية الاجتماعية .. موضوعات الساعة وبدوره، يرى الأستاذ الدكتور أسامة عبد الباري، وكيل كلية الآداب للدراسات العليا والبحوث بجامعة الزقازيق بجمهورية مصر العربية؛ يمثل مؤتمر الخدمات الاجتماعية الحادي عشر أهمية كبرى نظراً لارتباطه بموضوع على درجة كبرى من الأهمية وهو رأس المال الاجتماعي وعلاقته بالتنمية الاجتماعية، وهذا موضوع من موضوعات الساعة التي زاد انتشارها بفعل الحاجة المستمرة والدائمة لعملية التنمية فضلا عن بروز مفهوم رأس المال الاجتماعي على ساحة العلوم الاجتماعية المتنوعة. وأشار عبد الباري؛ من خلال ورقته التي تحاول دراسة علاقة مفهوم رأس المال الاجتماعي وإمكانية قياسه من خلال التركيز على رصد صعوبات القياس المتنوعة ومحاولة الإفادة من التوجهات النظرية والمنهجية لقياس العائد التنموي لرأس المال الاجتماعي، فضلا عن الوقوف على الصعوبات المنهجية التي تواجه ذلك؛ نظرا لتشعب المفهوم النظري وارتكازه علي معايير متباينة ترتبط بالبعد الإنساني من جهة والعوامل الثقافية والاجتماعية من جهة أخرى الاستراتيجية الوطنية والتواصل الاجتماعي.. وسلط الدكتور صلاح مصبح المزروعي مدير تحرير مجلة شؤون اجتماعية، الضوء على أهمية الاستراتيجية الوطنية لتنمية رأس المال الإجتماعي عبر وسائــل التواصل الإجتماعي، لما تمتلكه منصات التواصل الاجتماعي من أهمية كبرى فضلاً عن جوانبها الإيجابية أو السلبية؛ ولهذا دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول التي وضعت نهجاً واضحاً للاستفادة من الجوانب المضيئة للشبكات التواصل الاجتماعي، فيما سنت قوانين وتشريعات لتحافظ على الاستخدام السليم لتلك الوسائل، وآخرها التشريع الأخير خلال أزمة فيروس كورونا. وتطرق الدكتور صلاح؛ إلى أهمية تنمية رأس المال الاجتماعي عبر وسائل التواصل الإجتماعي من أجل تحقيق مستهدفات دولة الإمارات في تنمية رأس مال المجتمعي، فضلاً عن التعرف على المهددات والتحديات التي تواجهها الدولة للحفاظ على رأس المال الاجتماعي والعمل على تنميتها، وتحقيق الاستفادة بشكل أمثل من أوسائل التواصل الاجتماعي من خلال إيجاد وتطبيق أساليب تتسم بالابداع والابتكار، والتي تسهم في تحقيق المستهدفات الوطنية لتنمية رأس المال الإجتماعي. وطالب صلاح المزروعي؛ بوضع آلية للوصول إلى المزيد من الترابط والتواصل المجتمعي والحفاظ على كافة مقومات رأس المال الإجتماعي من أجل المساهمة بصورة أكثر إيجابية في تحقيق التنمية المستدامة، ولا سيما أن المؤسسات الحكومية تستفيد من العديد من مشاهير التواصل الاجتماعي. أثر ترخيص المهن الاجتماعية على تنمية رأس المال الاجتماعي وخلال عرض ورقتها؛ حول ترخيص المهن الاجتماعية وتنمية رأس المال الاجتماعي؛ أكدت خلود أحمد النعيمي؛ المدير التنفيذي لشؤون المجتمع بدائرة الخدمات الاجتماعية، أن المؤتمر يعد فرصة مثالية لعرض آليات الترخيص الاجتماعي وأهميته وأثره على المجتمع، موضحة أن مشروع ترخيص مزاولة المهن الاجتماعية؛ يهدف إلى تنظيم خدمات المهن الاجتماعية من خلال ترخيص القطاع الاجتماعي والارتقاء به إلى مستويات متقدمة من الجودة والأمان، وبما يضمن حماية الأفراد وكذلك المصلحة العامة للمجتمع، علاوة على مراقبة مستوى جودة الخدمة المقدمة وضمان وجود مهنيين مؤهلين بشكل جيد للتعامل مع الحالات الاجتماعية المتنوعة، وهو ما سيعزز شعور المتعامل بالاطمئنان بأنه في أيدٍ مهنية أمينة؛ مؤهلة تأهيلاً كاملاً لتقديم الخدمات الاجتماعية وفق أفضل المعايير و الممارسات . مايقارب 574 مشاركاً من أفراد المجتمع وأعربت مها منصور آل علي مدير إدارة الاتصال الحكومي، عن شكرها وتقديرها للخبراء والمختصين الذي أثروا المؤتمر بخلاصة خبراتهم العلمية، مثمنة جهودهم وتعاونهم الدائم مع دائرة الخدمات الاجتماعية، مضيفة إلى أن المؤتمر نجح في استقطاب نحو مايقارب 574 مشاركاً من المختصيين و المهتمين من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، وخارجها، لما يمثل المؤتمر من فرصة مثالية لمختلف أفراد المجتمع لتطوير مهاراتهم والاستفادة من الخبرات العلمية التي يقدمها الخبراء و الوقوف علي أفضل تلك الممارسات.