استقطبت الورشة العلمية "كفى عنفاً" التي نظمتها دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، (عن بعد) نحو 450 مشاركاً من المتخصصين في حماية الطفل وعدد من أفراد المجتمع، عبر المنصة الإلكترونية (منصة زووم) بالإضافة البث الحي عبر منصات شبكات التواصل الاجتماعي على الانستغرام واليوتيوب، والتي تم تنفيذها بالتزامن مع اليوم العالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات الذي يصادف 4 من يونيو كل عام، وذلك بتاريخ الخميس 4 من شهر يونيو الجاري. وتهدف الورشة؛ التي جاءت تحت شعار " آليات حماية الطفل في ظل التحديات والأزمات" إلى تبادل المعرفة والوقوف على المستجدات الحديثة لحماية الطفل، بالإضافة إلى التعرف على أحدث خدمات وبرامج وتطبيقات حماية الطفل، كما تهدف الورشة إلى استشراف المستقبل في قضايا آليات الحماية والتحديات الراهنة التي تواجه المجتمع ومؤسساته. الرؤى والأطروحات .. وقال جاسم محمد الحمادي؛ مدير إدارة المعرفة، رئيس اللجنة العلمية؛ أن دائرة الخدمات الاجتماعية تسعى دائماً إلى طرح الرؤى والأطروحات التي من شأنها ضمان حماية الأطفال وتأمين كافة حقوقهم في مختلف الظروف والأوقات، لتأتي هذه الورشة العلمية في دورتها الحالية بالتزامن مع ما نشهده من انتشار جائحة كورونا عالميا، مما يحتم علينا تنظيمها افتراضياً عبر المنصات الإلكترونية، ولا سيما أن الورشة ما هي إلا امتداد لسلسة من الورش التي أقامتها الدائرة بشكل سنوي، لاستهداف الآباء والأمهات والقائمين على أمر الطفل، وتوعيتهم وتدريبهم على كيفية التعامل السليم مع الطفل وضمان عدم تعرضه للعنف. وأكد رئيس الجنة العلمية؛ أن الدائرة تحرص على تعزيز وترسيخ مفهوم حماية الأطفال مجتمعياً ومؤسـسياً، حيث تسلط الورش الضوء على آليات حماية الطفل في ظل التحديات والأزمات ومنها الأزمة الحالية لجائحة كورونا، من خلال جلستين يتخللهما 6 محاور، حيث الجلسة الأولى؛ التي تناولت آليات عمل خطوط نجدة الطفل في أزمة (كوفيد 19) ، فيما تناولت الجلسة الثانية؛ برامج الدعم النفسي للأطفال خلال الأزمات. استدامة البرامج الاجتماعية.. واستهل الدكتور عبد العزيز الحمادي؛ مدير إدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع، مداخلته؛ بالإشادة بجهود دائرة الخدمات الاجتماعية في تقديم برامجها وورشها العلمية المقدمة لأصحاب الاختصاص، والمجتمع، وأصحاب الحاجة في ظل هذه الأزمة الصحية التي تتطلب تضافر الجهود المؤسسية لتطويق هذه الجائحة من خلال العمل التكاملي المؤسسي، مشيراً إلى أن استمرارية تقديم مثل هذه الورش التدريبية والتثقيفية لهو مؤشر جيد ينبئ باستدامة برامجنا الاجتماعية المتنوعة أثناء الأزمة الحالية وما بعدها، ولا سيما أن هذه الورشة استقطبت عدداً كبيراً من الفئة المتخصصة لحضورها والتفاعل معها. وأشار الدكتور عبد العزيز الحمادي؛ إلى أننا كمتخصصين أو مؤسسات بحاجة إلى تكثيف مثل هذه البرامج والورش، لمناقشة أهم التحديات التي تواجهنا والوقوف على الحلول المناسبة للخروج بأهم الأطروحات والدراسات المعبرة التي يمكن أن تكون فرصة سانحة لتطوير أعمالنا ما بعد الأزمة أو خلالها أو أن تكون كمصادر مؤكدة للدراسات البحثية. انخفاض البلاغات.. ومن جانبها؛ تحدثت أمينة الرفاعي مدير إدارة حماية الطفل بالدائرة؛ عن عمل خط نجدة الطفل التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية؛ خلال فترة أزمة فيروس كورونا، متطرقة إلى التحديات التي تغلب عليها الخط في سبيل ضمان حماية الأطفال، من حيث الاستجابة السريعة على مدار الساعة والآليات المهنية التي تم اتباعها، فضلاً عن الخدمات والتدابير اللازمة التي يتم تقديمها لحماية الأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية أولأطفال الأسر المتأثرين بجائحة كورونا. وأوضحت مدير إدارة حماية الطفل؛ أنه خلال فترة الأزمة الصحية انخفضت البلاغات بشكل كبير، موضحة خلال شهري (ابريل ومايو) تم استقبال نحو 166 بلاغاً، بالمقارنة مع الشهور الثلالثة قبل الازمة التي استقبل فيها نحو 401 بلاغ وتحديداً خلال شهر (يناير وفبراير ومارس)، وقد يرجع انخفاض البلاغات؛ نظراً لبقاء الوالدين مع الأطفال في المنزل وقربهم مع الأبناء مما زاد من الاحتواء الأسري، إلى جانب قلة خروج الطفل من المنزل مما قلل أيضاً من احتمالية تعرضه للخطر. وأكدت أن الخط يستقبل مختلف أنواع المكالمات والبلاغات على مدار الساعة، والرد على استفسارات أولياء الأمور وتقديم الاستشارات النفسية والقانونية والاجتماعية "عن بعد" من قبل أخصائيين مؤهلين في مختلف المجالات المنوطة بالطفل. الدعم النفسي للأطفال.. وخلال تقديمها ورقة عمل حول " برامج الدعم النفسي للأطفال خلال الأزمات" تناولت فيها الأستاذة غنيمة البحري، مدير إدارة الرعاية والتأهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، العديد من المحاور، تمثلت في الأعراض النفسية شيوعاً لدى الأطفال في فترة الأزمات و الكوارث، والإسعاف النفسي الأولي للأطفال خلال فترة الأزمات (المفهوم و الأهمية و القواعد)، والعلاج باللعب للأطفال كأحد أفضل المناهج المتبعة في علاج الأطفال بعد الصدمات، وكذلك دور الأسرة في تقديم الدعم اللازم للأبناء في فترة الجائحة. وأكدت مدير إدارة الرعاية والتأهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، أن الأطفال من أكثر الفئات عرضة للخطر، مما يتحتم علينا إعطائهم الأولوية أثناء الأزمات و الكوارث المختلفة، سواء كانت هذه الأزمات صحية كجائحة كورونا (كوفيد-19) التي نمر بها الآن، أو مالية أو سياسية أو غيرها. وأشادت بأهمية تنظيم هذا الملتقى الذي يناقش آليات حماية الطفل في ظل التحديات و الأزمات تحت شعار "كفى عنفا" لهو خطوة سباقة لضمان تبادل المعلومات و الخبرات بين الجهات المختلفة العاملة في مجال حماية الطفل و رعايته، و لاستشراف مستقبل آليات حماية الطفل في ضوء التحديات و الأزمات الراهنة. ما يقارب 450 مشاركاً في الورشة الافتراضية .. وبدورها؛ أكدت مها منصور آل علي مدير إدارة الاتصال الحكومي بالدائرة؛ نظراً لانتشار فيروس كورونا فقد تقرر تنظيم الورشة افتراضياً ونقله مباشراً عن طريق المنصة الإلكترونية للمؤتمرات الحية (منصة زووم)، وذلك لإتاحة الفرصة للمشاركة الافتراضية لأكبر عدد ممكن أفراد المجتمع أوالمؤسسات المعنية بالطفل، وأخصائيي الحماية والطفولة، على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة أو خارجها. وأشارت مدير إدارة الاتصال الحكومي، إلى أن الورشة استقطبت افتراضياً نحو ما يقارب 450 مشاركاً من الفئة التخصصية ومن أفراد المجتمع عامة، حيث سيتم موافاتهم بشهادات المشاركة إلكترونياً؛ معربة عن شكرها وتقديرها إلى المحاضرين الذي أثروا هذه الورشة التي خرجت بعدد من الأطروحات التي تسهم في تعزيز حماية الأطفال.