احتفلت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة باليوم العالمي للتمريض، تحت شعار "الممرضون: صوتٌ للقيادة - تقديم الجودة وضمان العدالة" ويُعد هذا اليوم مناسبة سنوية للاعتراف بجهود الممرضات والممرضين وتقدير دورهم الحيوي. بيئة جاذبة ومما لا شك فيه أن مهنة التمريض تحمل رسالة سامية، فهم يقدمون الرعاية بروح إنسانية عالية، يخففون الألم، ويمنحون للمرضى الأمل والتعاطف في أحلك الظروف. وهذا ما تجسده ممرضات دائرة الخدمات الاجتماعية، اللاتي يمتلكن خبرات تمتد لأكثر من 30 عاماً، لاسيما أولئك العاملات في رعاية كبار السن. وتصف فاطمة آل علي، رئيس قسم العيادة الطبية بدار رعاية المسنين التابعة للدائرة، العلاقة بين الممرضات وكبار السن بأنها علاقة إنسانية مفعمة بالحب والاحترام، تقوم على الرعاية المتبادلة والتقدير. ويقدم الفريق التمريضي، خدماته لكبار السن القاطنين في الدار، من بينهم حالات تعاني من إعاقات، وذلك على مدار الساعة بنظام التناوب. وتشمل مهامهم تقديم العناية اليومية مثل النظافة الشخصية، مراقبة المؤشرات الحيوية، تناول الأدوية، تغيير الضمادات، إلى جانب التنسيق المستمر مع الأطباء ومتابعة تنفيذ خطط العلاج. هذا التكاتف بين فريق التمريض وكبار السن يعكس جوهر الرسالة الإنسانية لمهنة التمريض، ويجسد قيم الرعاية والرحمة التي تنتهجها الدائرة في خدماتها. وأشارت فاطمة إلى أن دار رعاية المسنين حصلت في العام الماضي على جائزة الأداء المتميز في فئة التمريض، وهي الجائزة التي تنظمها دائرة الخدمات الاجتماعية لموظفيها. وأرجعت هذا الإنجاز إلى توفر بيئة عمل جاذبة ومحفّزة تعزز من روح العطاء، إلى جانب الدعم والتشجيع المستمر من قبل إدارة الدار، مما يسهم في استدامة الأداء المتميز لفريق التمريضي. وأضافت أن الدار تحرص سنوياً على الاحتفال بيوم التمريض العالمي، حيث تم تنظيم فعالية خاصة بهذه المناسبة. ويتضمن الحفل تكريم الطاقم التمريضي، إلى جانب عرض فيديو يوثق جهودهم اليومية في رعاية نزلاء الدار. كما ستتخلل المناسبة عدد من المسابقات، وتوزيع الجوائز والهدايا التحفيزية، بمشاركة كبار السن، في أجواء تسودها المحبة والتقدير. سند إنساني لا يغيب عن كبار السن بمناسبة اليوم العالمي للتمريض، أكدت خلود آل علي، مدير مركز خدمات كبار السن، أن للممرضين والممرضات في المركز دوراً محورياً في دعم صحة كبار السن وتعزيز جودة حياتهم اليومية. وأوضحت أن مهامهم تتجاوز الجوانب الطبية إلى أدوار إنسانية واجتماعية تشمل الترفيه والمرافقة في الأنشطة والجولات المدرجة ضمن برامج المركز، مما يجعلهم في ألفة مع كبار السن. وأضافت آل علي أن العلاقة التي تنشأ بين الممرض وكبير السن لا تقوم على المجاملة أو الرسمية، بل هي علاقة أبوية صادقة، تتسم بروابط روحية وعاطفية عميقة تعكس مدى الإخلاص والتفاني في الرعاية. من جانبهن، أعربت الممرضة حليمة مصبح وزميلتها أسماء ظهوري عن فخرهن واعتزازهن بالانتماء إلى مهنة التمريض، مؤكدات أن هذه المهنة تتجاوز كونها وظيفة يومية إلى كونها رسالة إنسانية نبيلة، تنبض بالرحمة والتعاطف، وتسهم في التخفيف من معاناة المرضى، خصوصاً فئة كبار السن. وأشارن إلى أن وجود الممرض في حياة كبير السن لا يقتصر على الرعاية الصحية فحسب، بل يتعداها ليكون مصدراً للأمان والدعم النفسي، خاصة في ظل انشغال بعض الأسر بمتطلبات الحياة، ما يجعل الممرض شريكاً في بناء علاقة إنسانية تُشعر كبير السن بالاهتمام والاحتواء. وأكدن أن مهنة التمريض تمثل رمزاً للعطاء ورسالة للسلام تتخطى الحدود، وتُجسد أسمى معاني الإنسانية في كل زمان ومكان. من جانبها، أكدت الدكتورة أحلام المرزوقي، من مركز خدمات كبار السن، والتي تمتد خبرتها في المركز لأكثر من 18 عاماً، على الدور الحيوي الذي يؤديه الممرض، مشددة على أن أهميته لا تقل عن دور الطبيب، فهو الساعد الذي يعينه والذاكرة التي تسانده في كثير من الأحيان. وأضافت: "ليس المريض وحده من يستفيد من الممرض، بل الطبيب أيضاً". وفي لفتة تقديرية، أشارت المرزوقي إلى أن المركز نظم احتفالية مفاجئة لفريق التمريض، تعبيراً عن الامتنان والعرفان بجهودهم، قائلة: "أردنا من خلال هذه المبادرة أن نقول لهم بكل حب: شكراً لوجودكم بيننا". ويأتي احتفال دائرة الخدمات الاجتماعية بيوم التمريض العالمي تجسيداً لالتزامها الراسخ بتقدير الجهود الإنسانية التي يقدمها الطاقم التمريضي، والذين يُعدّون خط الدفاع الأول في منظومة الرعاية الصحية والاجتماعية. ويشكّلون قلب الرعاية النابض في مختلف مرافق الدائرة، مستحضرين في كل يوم قيم الرحمة والمسؤولية. "شكراً لوجودكم بيننا"... ليست مجرد عبارة احتفالية، بل اعتراف دائم بدورهم النبيل في صناعة الفارق في حياة الآخرين.