شاركت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، في معرض جيتكس العالمي 2025، في الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر الجاري، في مركز دبي التجاري العالمي، ضمن جناح ومنصة حكومة الشارقة، والذي يضم 20 جهة حكومية تستعرض 14 مشروعاً ومبادرة مبتكرة تجسّد شعار "تكامل تقني محوره الإنسان"، الذي تحمله مشاركة حكومة الشارقة وذلك من خلال 4 منظومات مترابطة؛ من التجارب الرقمية، إلى الاستدامة البيئية، والمدن الذكية، وصولاً إلى منظومة إنسانيتنا، والتي تجسّد كيفية استثمار التقنية لخدمة الإنسان، والارتقاء بجودة حياته، وبناء مستقبلٍ مستدام يشمل الجميع. وبحسب حاتم ربيع السيد مدير إدارة تقنية المعلومات والتحول الرقمي، تمثلت مشاركة دائرة الخدمات الاجتماعية في مشروعين، الأول مشروع سفراء الحياة الرقمية الآمنة هو أحد برامج سفراء التوعية التابعة للدائرة، والذي يؤهل الأطفال ليكونوا سفراء توعية لأقرانهم في مجال جودة الحياة الرقمية، ويهدف لبناء وعي مجتمعي رقمي يواكب تحديات العصر ويعزز الوعي المجتمعي عبر دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) لتطوير تجربة التعلم والتفاعل، مخصص للأطفال وأولياء الأمور للإجابة على استفساراتهم حول الحياة الرقمية الآمنة، وتقديم محتوى مبسّط وموثوق يعزز الوعي الرقمي الأسري. ويأتي هذا المشروع في إطار مواكبة التحول الرقمي، لتعزيز تجربة السفير والزائر على حد سواء، من خلال: مساعد ذكي خاص بالسفراء يساعدهم في تبسيط المادة العلمية، واقتراح أساليب عرض مبتكرة، وصياغة مقدّمات وخاتمات للورش التوعوية. وعن المشروع الثاني يشرح السيد، فائدته ومحتواه بالقول، هو أول مساعد ذكي داخلي للأمن السيبراني، أو الشات بوت الداخلي للأمن السيبراني، والمصمم لتعزيز وعي الموظفين والإجابة عن الاستفسارات وتقديم الدعم الفوري حول السياسات وإجراءات أمن المعلومات، ويعقب بالقول، مع توسّع البنية الرقمية في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، بدأت تظهر تحديات جديدة في مجال الأمن السيبراني الداخلي. وفي ظل وجود أكثر من 18 موقعاً تابعاً للدائرة وأكثر من 1200 موظف، وفِرق متعددة من الموظفين، ظهرت أسئلة يومية متكررة مثل: "هل استطيع إرسال الملف خارجياً؟"، "كيف أبلّغ عن بريد الكتروني مشبوه؟"، "ماهي خطوات التعامل مع الاختراق؟"، "أين سأجد سياسة الاستخدام المقبول؟"... وكانت الطريقة التقليدية - إرسال بريد إلكتروني لقسم الأمن السيبراني أو البحث اليدوي في ملفات PDF - بطيئة، غير فعالة، وتتسبب بخلل في الاستجابة أو سوء الفهم. هنا أدركنا التالي: لا يمكن أن نترك الوعي السيبراني معتمد على الذاكرة أو التواصل البشري فقط. بل نحتاج وسيلة ذكية، سريعة، وآنية تماماً مثل طبيعة التهديدات الرقمية". فكان الحل هو وجود مساعد ذكي للأمن السيبراني مبني على الذكاء الاصطناعي، كما قمنا بتطوير شات بوت داخلي ذكي خاص بالأمن السيبراني، مبني على سياسة الأمن السيبراني الداخلية ومعايير نظام إدارة أمن المعلومات ISO 27001 وإرشادات الأمن السيبراني الوطني (NESA) وإجراءات العمل ومحتوى التوعية الداخلية. حيث يعمل الشات بوت بتقنية الاسترجاع المعزز بالإنتاج (RAG) باستخدام قواعد بيانات متجهية (vector embeddings)، ويقوم بـفهم اللغة الطبيعية من المستخدم واستخراج المقاطع الأكثر صلة من السياسات والمستندات المدرجة بقواعد المعرفة الخاصة بالشات بوت وتوليد ردود دقيقة على استفسارات الموظفين مبنية على سياسات الأمن السيبراني والمستندات الداخلية كما يتم توجيه الموظف للخطوة التالية أو المصدر المناسب للمعلومات. وعن أهداف المشروع الأساسية يجيب مدير إدارة تقنية المعلومات والتحول الرقمي، أن من شأنه تقليل الضغط على فريق الأمن السيبراني لأن أغلب الاستفسارات كانت مكررة، فقمنا بأتمتتها ليتفرغ الفريق للتحديات الحقيقية. كما يهدف لتعزيز الوعي الأمني لدى الموظفين، فكثير من المخاطر تبدأ من تصرّف بشري بسيط، لذلك وفرنا المعلومة فوراً في متناول كل موظف. ودعم الالتزام بالأنظمة والمعايير مثل NESA وISO 27001 التي تتطلب رفع مستوى التوعية باستمرار، وتسريع الاستجابة للحوادث، للتقلّيل من الأضرار، حيث أن الشات بوت يعطي إرشادات مباشرة في المواقف الحرجة. ولهذا المشروع العديد من الفوائد المحققة وتكمن في الأثر حيث يوفر الوصول الفوري للسياسات، والحصول على إجابة الموظف في ثوانٍ، بدون انتظار أو مراسلات، ويقلل الضغط على الفريق، ويخفض الاستفسارات المتكررة بنسبة 40%، وتكون الإجابات موحدة ورسمية وغيرها من الفوائد.