
استقبلت دار رعاية المسنين في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، وفدًا من مركز تمكين ورعاية كبار السن "إحسان" في دولة قطر؛ ترأسته منال أحمد المناعي، المدير التنفيذي للمركز، وكان في استقبالها مريم القطري مدير الدار ومجموعة من مدراء الدائرة، والهدف من الزيارة هو التعرف على الخدمات التي تقدمها الدائرة لكبار السن في شتى المجالات الحياتية. وبداية رحبت مدير الدار بالوفد مثمنة الجهود التي تبذل في منطقة الخليج لتوفير الرفاهية لكبار السن ولمنحهم الإمكانيات التي تساعد على انخراطهم في الحياة العملية والاجتماعية وغيرها. الالتزام بتقديم الخدمات واستعرضت القطري الخدمات التي تقدمها الدار لمرتاديها، ممن تجاوزت أعمارهم الـ 60 عامًا فما فوق وليس لديهم من يرعاهم ولا يستطيعون إدارة شؤون أنفسهم، فالدار تقدم خدماتها المتنوعة من كافة النواحي الصحية والاجتماعية والقانونية والنفسية وغيرها لكبار السن القاطنين بشكل دائم في الدار ممن تتوافق معهم شروط الإيواء، بالإضافة إلى الخدمة النهارية لكبار السن خارج الدار. وذكرت بأنه منذ تأسيس الدار في عام 1986 وهي تقوم بتقديم خدمات طبية صحية بجودة عالية مع توفير الأجهزة الطبية والمعدات بكفاءة، حيث يتم تقديم خدمات التطبيب، التمريض، العلاج الطبيعي، الفحوصات الخارجية، الفحوصات المخبرية، والصيدلية بمعايير عالية، بالإضافة إلى تقديم البرامج والأنشطة والفعاليات داخل الدار وخارجها، إلى جانب الخدمات الاجتماعية والنفسية، والقانونية، والترفيهية للمنتسب داخل الدار، حيث تؤمن الدار بضرورة دمج كبير السن بمحيطه وأن يكون متفاعلًا ومشاركًا في المجتمع؛ من خلال الزيارات الداخلية اليومية والخارجية وتشمل الزيارات الداخلية اليومية لطلبة المدراس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة والعمل التطوعي. كما أشارت إلى وجود طاقم طبي وفريق من الممرضين والمختصين في الدار، يعملون من خلال قسم الرعاية الصحية ويقدم خدمة التطبيب على مدار الساعة، ومختبر يعمل على إجراء فحوصات المخبرية للمرضى من منتسبي الدار بما فيها الفحوصات الدورية، وصيدلية توفر كافة الأدوية. وتقدم الدار خدمات العلاج الطبيعي، لإعادة تأهيل وتعزيز قدرات الجهاز الحركي للمرضى المصابين من خلال: خدمات الإيواء، حيث تعمل الدار على تهيئة البيئة المعيشية لقاطنيها وتلبية احتياجاتهم الفسيولوجية والاجتماعية والصحية وصولًا بهم لأقصى درجات التكيّف الاجتماعي، وتحقيق الذات لديهم من خلال البرامج والأنشطة الترفيهية، كما تعمل الدار على تأمين حقوقهم وتوفير الحماية لهم، وإدارة شؤونهم المالية، وإعادة دمجهم في أسرهم الطبيعية إن وجدت، وتضمن الدار تقديم كافة الخدمات الصحية من تطبيب وتمريض وعلاج طبيعي وتغذية وغيرها من الخدمات. بيئة صحية وفعالة من جانبها عرفت أسماء الخضري مدير مكتب الجودة والخدمات الصحية المراعية للسن، بالمهام المنوطة بالمكتب ورسالته التي تعمل على إيجاد بيئة مادية، صحية، اجتماعية، وحضارية شاملة مستدامة تتيح لكبار السن المقيمين فيها الاستفادة من مواردها بسهولة ويسر وصولًا لشيخوخة صحية فعالة وتحسين نوعية الحياة لهم ومشاركتهم لخبراتهم مع الآخرين للمساهمة في تحقيق تنمية المجتمع. وأيضًا من خلال رؤية المكتب خاصة بعد انضمام إمارة الشارقة في الشبكة العالمية للمدن المراعية للسن في سبتمبر 2016 هو إنجاز جديد يضاف إلى رصيد الإمارة الباسمة من الإنجازات العالمية. كما أن محتوى البرنامج من ممارسات وخدمات هو ليس ببعيد عما تطبقه الشارقة ضمن سياستها العامة منذ عقود، وما زالت سباقة في طرح المبادرات المؤثرة والمبتكرة والبدائل المناسبة والحلول الناجحة لتوفر سبل الراحة والحياة الكريمة لكل القاطنين على ثراها. وقالت الخضري، أن المكتب يهدف إلى تطوير الخدمات الموجهة لكبار السن في كافة القطاعات وضمان استدامتها في مجال المساحات الخارجية، الأبنية، النقل، الإسكان، المشاركة الاجتماعية، الاحترام، الاندماج الاجتماعي، المشاركة المدنية، التوظيف، الاتصالات، المعلومات، الدعم المجتمعي والخدمات الصحية. كما يعمل على نشر الوعي المجتمعي للاستعداد لمواجهة انقلاب الهرم الديموغرافي لصالح كبار السن بسبب التشيّخ السريع للسكان والتوسع في المدن وتطور الرعاية الصحية للسكان، وتمكين كبار السن من الاندماج في المجتمع وتشارك الخبرات بتعزيز البيئية التشريعية الداعمة والحامية لحقوقهم. مؤكدة على أن عضوية الشارقة في الشبكة العالمية للمدن المراعية للسن التابعة لمنظمة الصحة العالمية منذ 2017 تحظى باهتمام كبير ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتعد الشارقة العضو العربي الوحيد - إلى الآن - فيها، حيث يحرص مكتب الشارقة للمدن الصديقة لكبار السن على تطوير وتنوع الخدمات المقدمة لكبار السن، وعمل مسابقات وجوائز لكبار السن وللمؤسسات الصديقة لكبار السن. تمكين كبار السن هذا وعرفت حمدة شاهين المازمي اختصاصي رعاية اجتماعية في مركز خدمات كبار السن التابع للدائرة، بالرؤية المتقدمة التي تتبناها الإمارة في تمكين كبار السن من خلال منظومة متكاملة من الخدمات الصحية والاجتماعية والترفيهية. وأوضحت أن هذه المنظومة لا تقتصر على توفير الرعاية الأساسية، بل تمتد لتشمل برامج نوعية تعزز من استقلالية كبار السن، وتمنحهم الفرصة للانخراط في أنشطة مجتمعية وثقافية وتراثية، بما يضمن لهم جودة حياة عالية وشعورًا دائمًا بالعطاء والانتماء. وأوضحت أن أبرز الخدمات التي يقدمها المركز لكبار السن من أبناء إمارة الشارقة ممن تجاوزوا سن الـ 60 عامًا في منازلهم، وتشمل تقديم الرعاية اللازمة لتطوير قدراتهم والحفاظ عليها، وخدمات التأهيل والمساندة للقائمين على رعايتهم، إضافة إلى تقديم خدمات نهارية تناسب احتياجاتهم، سواء في منازلهم أو من خلال برامج ميدانية، مؤكدة أن المركز يقدم الخدمات الخارجية لدعم كبار المواطنين وتحقيق رفاهيتهم. من جانبها، استعرضت منال المناعي تجربة مركز "إحسان" في تطوير مبادرات مبتكرة تدعم مفهوم الشيخوخة النشطة وتعزز من استقلالية كبار القدر، مؤكدةً أن هذه المبادرات تهدف إلى تمكين كبار القدر من مواصلة العطاء والمشاركة الفاعلة في مختلف مجالات الحياة سواء الاقتصادية، الاجتماعية، أو الثقافية. وأضافت أن المركز يعتمد على منهجية الرعاية الشمولية التي تتجاوز توفير الخدمات الأساسية لتشمل الصحة النفسية والجسدية والدعم الاجتماعي، والبيئات التفاعلية التي تحفز الإبداع والمبادرة، بالإضافة إلى البرامج التعليمية والتدريبية التي تتيح لهم تطوير مهارات جديدة واستثمار خبراتهم الطويلة في مشاريع مجتمعية مفيدة. وأكدت أن تجربة "إحسان" تمثل نموذجًا متكاملًا في التعامل مع كبار القدر، قائماً على الاستقلالية والتمكين والاندماج المجتمعي، مشددةً على أن هذه الرؤية تسعى إلى خلق بيئة حاضنة تضمن لهم حياة كريمة مليئة بالعطاء، وتتيح لهم مواصلة دورهم كقوة فاعلة في المجتمع واختُتمت الزيارة بجولة ميدانية في مرافق الدار، جرى خلالها بحث فرص التعاون المستقبلية بين الجانبين وتبادل الرؤى حول تطوير البرامج المشتركة التي تضمن استدامة الخدمات المقدمة لكبار القدر وتحقق تطلعاتهم نحو حياة كريمة وآمنة. وتأتي هذه الزيارة ضمن جهود مركز "إحسان" لتعزيز الشراكات الخليجية وتبادل الخبرات في مجالات الرعاية والتمكين، بما يسهم في الارتقاء بجودة حياة كبار القدر وتحقيق أهداف المركز في تمكينهم ودمجهم بالمجتمع.