
أصدرت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، دليل "الكشف المبكر عن حالات الإساءة والعنف للأطفال" ضمن سلسة دليل المعلم، والذي يتطرق الى سياسات الكشف المبكر عن الإساءة والعنف ضد الأطفال في إطار المنظومة المدرسية" ويهدف هذا الإصدار إلى تعزيــز قــدرات أعضــاء المنظومــة المدرســية في رصــد مظاهــر وآثــار تعــرض الطفــل للإساءة أو العنــف بجميــع أشــكالها الجســدية، الجنســية، النفســية، وغيرهــا في المراحــل المبكــرة، وذلــك مــن خلال تأســيس منظومــة حمايــة تعتمــد علــى تدخلات اســتباقية. كمــا يســعى إلى تعزيــز التعــاون بيــن الأسرة والمدرســة لخلــق شــبكة حمايــة اجتماعيــة واســعة ومتكاملـة، تسـهم في توفيـر بيئـة إيجابيـة للطفـل سـواء في المنـزل أو في المدرسـة، تحقيقـًا لرفاهيتـه الاجتماعية والتعليميـة بالإضافة إلى ذلـك، يسـعى الدليـل إلى رفـع كفـاءة الشـركاء في مجـال الحمايـة، مـن خلال تمكيـن أعضـاء المنظومـة التعليميـة مـن أداء دورهـم في الملاحظة والكشـف المبكـرعن أي إساءة أو عنف أو إنتهاكات قد يتعرض لها الطفل، بالتنسـيق مـع وحـدات حمايـة الطفـل في المــدارس، لضمــان شــراكة فعالــة في الحمايــة. كمــا يهــدف إلى تحســين فــرص نمــو الطفــل وتحصيلــه الأكاديمي عبــر منظومــة حمايــة مدرســية تفاعليــة تتجــاوب مــع الأحداث فــور حدوثهــا، وتمتلــك الأدوات اللازمة لرصــد التغيــرات المصاحبــة للإساءة أو العــنف مــنذ بداياتــها، نــظرا لأهمية التدخل المبــكر. أهمية العمل الجماعي ويشرح الدكتور جاسم الحمادي مدير مكتب المعرفة، أن هذا الدليل يؤكد علـى أهميـة العمـل الجماعـي لضمـان حمايـة الأطفال وتعزيـز بيئـة آمنـة لهـم، كمـا يشـدد علـى ضـرورة تحمـل المسـؤولية والتدخـل في الوقـت المناسـب. ومن ناحية أخرى يسـاهم في تأهيــل الكــوادر التعليميــة للتعــرف علــى مظاهــر الإساءة وتقديم الدعم للأطفال المتضررين ومـن خلال تمكيـن أعضـاء المنظومـة المدرسـية مـن القدرة على الرصـد والكشـف المبكـر عـن حالات الإساءة والعنـف التـي قـد يتعـرض لهـا الأطفال، يمكـن تحقيـق الحمايـة والرفـاه الاجتماعي والتعليمــي لهــم، وذلــك بتنســيق وتناغــم مــع وحــدات حمايــة الطفــل في المــدارس والمجتمــع. بذلــك، يتمكــن العاملــون في المدرســة مــن تقديــم الدعــم الفعــال والمســاهمة في بنــاء بيئــة آمــنة ومــستقرة للأطفال. المنظومة المدرسية ويبين "دليل سياسات الكشف المبكر عن الإساءة والعنف ضد الأطفال في إطار المنظومة المدرسية"، كما يشرح الدكتور شريف أبو شادي استشاري إدارة المعرفة وواضع الدليل، الأدوار المنوطة بالمشاركين في المنظومة المدرسية وهم الإدارة والمشرفين عن الأنشطة والمعلمين والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وسائقي ومشرفي الباصات أيضًا. وجميعهم عليهم ملاحظة أي تغيير قد يطرأ على الطفل، أي كل العناصر المعايير والمظاهر والخصائص والسمات للطفل المعرض للإساءة أو العنف. ويقول أن الدليل وقف على تنفيذه، ثلاث أطراف وهي دائرة الخدمات الاجتماعية التي قامت بوضع الدليل ووفرت الدعم الفني والتدريب للأفراد ووزارة التربية والتعليم التي وفرت كل أعضاء المنظومة الدراسية والقيادة العامة لشرطة الشارقة والتي تعاونت معنا في جزء حماية الأطفال من الإدمان والمخدرات. مستويات الحماية ويشرح أبو شادي قائلًا، نعمل في الدائرة على 3 مستويات لحماية الطفل وهي: الجانب الوقائي والحمائي والعلاجي، ومعظم عمل الدائرة يعمل على المستوى الحماية والعلاج، ولكون المستوى الوقائي له أدوات مختلفة نعمل على ترسيخها والتي من أبرزها الرصد والتحليل، بجانب التركيز على فكرة الكشف المبكر لأنه بدلًا من انتظار بلاغات الإساءة والعنف من المدرسة أو البيت وغيره من الأماكن التي تصلنا على الرقم المجاني أو من القنوات التواصل الأخرى المتعارف عليها، ما يعني ان الإبلاغ ربما يأتي في مرحلة متأخرة من تعرض الطفل للإساءة والانتهاك، لذا يجب أن يكون لدينا عوامل وأدوات للكشف المبكر لأنه كلما كان الكشف المبكر لتعرض الطفل للإساءة والعنف في مراحل مبكرة كلما كانت الفرص قوية جدا للعلاج وعودة الطفل بشكل سوي لحياته الطبيعية. العنف الأسري الأكثر انتشارًا من داخل الاسرة ويستطرد بالقول، لو رجعنا إلى المعلومات والأرقام لوجدنا أن الحالات الأكثر انتشارًا للعنف ضد الطفل هي من داخل الأسرة والتي من المفترض بها أن تكون هى مركز الحماية الأول للطفل، فكان لزامًا علينا ومن خلال توجيه من المجلس الاستشاري للإمارة أن يكون لدينا دليل يدعم ويؤسس لقواعد لكشف حالات الإساءة والعنف قبل حدوثها ويدعم العاملين في المنظومة المدرسية على قدرتهم على الكشف المبكر، فبدأنا بوضع معايير خاصة لهؤلاء للاستدلال سواء بالملاحظة أو بالتعامل التي يمكن من خلالها الاستدلال إذا ما كان الطفل يعاني من تجربة الإساءة سواء على من الشكل البدني والملابس وطريقة المشي والسلوكيات والسمات الشخصية وغيرها من الملاحظات التي تكشف عن تعرضه للعنف، فعلى سبيل المثال لدى ملاحظة المعلم أو حتى المشرفة في الباص على وجود ندبات أو كدمات على الطفل، فعليها فورًا تبليغ الاخصائي الاجتماعي في المدرسة، وبدوره يتواصل مع لجان الحماية الموجودة في بعض المدارس، أو مع أي من منظومات الحماية أو العدالة أو خط نجدة الطفل 800700 التابع للدائرة. وعملنا على تحليل العديد من الحالات الواردة الى خط النجدة والتي ساعدت كثير في التحضير لهذا الدليل، حيث لاحظنا أن نسب العنف المنزلي هي الأعلى، لذا تعرضنا لتعريف العنف على اختلاف أنواعه المتشعبة وذلك لتسهيل تحديده ورصده من جانب أعضاء المنظومة التعليمية. ويوضح استشاري "المعرفة" بأن الدليل يشرح ويفند الكثير السمات والخصائص سواء النفسية والسلوكية أو التغيرات والتعبير المباشر أو غير المباشر والتعبير اللفظي والتغير في العادات أو السلوكيات والممارسات، والتغير في طريقة المشي أو اللبس إضافة الى ملاحظة أي تغيير في درجاته المدرسية وتدنيها، كما يتناول كافة سنوات الطفولة ولغاية 18 سنة، ففكرة التعرض للعنف وعدم القدرة على البوح تزداد في الطفولة المبكرة أكثر من الطفولة المتقدمة، أو مرحلة المراهقة. لذا يتضمن الدليل استراتيجيات مختلفة لمعالجة هذه الحالات. ويختم كلامه بالقول، ان الدليل هو مرجع أساسي للكشف المبكر عن العنف ضد الأطفال، خاصة أنه وعلى الرغم من حساسية الموضوع في مجتمعنا، إلا أنه ما زال البعض يتعامل معه بحرص شديد، إلا أن أدوات الاتصال والابلاغ المجتمعي الحالية الموجودة مثل خط نجدة الأطفال وما شابه ذلك، كشفت عن الكثير من قضايا العنف المسكوت عنها في الوطن العربي بحكم الثقافة المجتمعية العربية. وكلما زاد الانفتاح ارتفعت نسبة العنف لأن الطفل يكسب سلوكيات ليست جيدة، في المقابل نجد انشغال الوالدين بأمورهما وأشغالهما يزيد من بعض صور الإهمال، وخاصة الاتكال على المساعدات المنزليات في تربية الأطفال، ففي دراسة أجريتها سابقًا عن تأثير المساعدات المنزليات على تنشئة الأطفال، بينت أن 25% من الأمهات أقروا بأنهن على علم بأن المساعدات المنزليات يمارسن العنف على أطفالهن ولم يفعلوا شيء تجاه هذا الموقف وهذا الأمر هو بحد ذاته مشكلة جديرة بالاهتمام. وهذا يعود لكوننا أصبحنا مجتمعًا اعتماديًا على الآخرين، والضحية هم الأطفال.