
استقبل مركز حماية الطفل والأسرة التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة وفداً من المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي ممثلاً بمركز رعاية الأيتام "دريمة"، وذلك بهدف الاطلاع على تجربة المركز والتعرف على خدماته المتخصصة في مجال حماية الطفولة. وكانت في استقبال الوفد السيدة فاطمة المرزوقي، مديرة المركز، حيث ضم الوفد الزائر كلاً من فايزة الأشقر، مدير إدارة الخدمات الاجتماعية في "دريمة"، وعلياء المنصوري، منسقة العلاقات العامة في المؤسسة. وخلال الزيارة، قدمت المرزوقي عرضاً شاملاً حول طبيعة عمل المركز، الذي يُعد من أوائل المراكز المتخصصة في حماية الأطفال على مستوى الدولة. كما استعرضت الخدمات التي يقدمها المركز من خلال "مركز إشراقة"، المعني بتقديم الدعم التخصصي للأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية، ويشمل ذلك التقييم النفسي، الاستشارات، وبرامج إعادة التأهيل النفسي والسلوكي، بما يسهم في محو آثار التجربة ومعالجة أي انحرافات سلوكية محتملة. كما تم التعريف بالخط الساخن المجاني (800700) الذي أطلقته دائرة الخدمات الاجتماعية منذ عام 2007، لاستقبال البلاغات العامة التابعة للدائرة إضافةً للمتعلقة بالأطفال المعرضين لمختلف أشكال الإيذاء، مثل العنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي، إضافة إلى الإهمال والاستغلال، حيث يتولى فريق متخصص متابعة الحالات وضمان إزالة الخطر عن الطفل فوراً. وتأسس "الملتقى الأسري" في عام 2010 بهدف حماية حق الطفل في رؤية والديه ضمن بيئة آمنة ومهيأة تضمن تنفيذ أحكام الرؤية بطريقة تحقق انفصالاً حضارياً يراعي الاستقرار النفسي والاجتماعي للأطفال. كما يسعى الملتقى إلى تقديم الإرشاد اللازم للأسر لعقد اتفاقيات تنظم العلاقة الوالدية بعد الانفصال، بما يضمن استمرار التواصل الإيجابي بين الآباء والأبناء. ويعمل الملتقى على دعم الأطفال ومساندتهم في الحصول على حقوقهم الأساسية غير المؤمّنة مثل الأوراق الثبوتية، والتعليم، والرعاية الصحية، إضافة إلى التمثيل القانوني وضمان تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بشأنهم من المحكمة المختصة، بما يكفل لهم بيئة أسرية مستقرة وآمنة. وكما استعرضت المرزوقي خدمات دار الرعاية الاجتماعية للأطفال التي تأسست في عام 2006، بهدف توفير مأوى للأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية من مجهوليّ النسب أو معلوميّ الأم؛ إلى انتقالهم إلى أسر بديلة مناسبة لإحتوائهم بشكل دائم، إضافة إلى ضحايا التصدّع الأسري والعنف المنزلي، حيث يتم العمل على تأهيلهم نفسياً واجتماعياً، وإزالة الآثار النفسية الناتجة عن الاعتداء أو الإساءة التي تعرضوا لها. توفر الدار رعاية متكاملة للأطفال، تشمل احتياجاتهم المعيشية والتربوية والاجتماعية، مع ضمان حصولهم على الرعاية الصحية اللازمة واستخراج الأوراق الثبوتية الرسمية لأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية. كما تسعى الدار إلى إعادة الأطفال من ضحايا التصدع الأسري إلى أسرهم متى ما توفرت الظروف المناسبة لهم، أو دمجهم في أسر بديلة تتوفر فيها مقومات الرعاية السليمة. وتهتم الدار أيضاً بتهيئة الشباب والشابات من مجهولي النسب الذين بلغوا سن الثامنة عشرة للاندماج في المجتمع، من خلال دعمهم بفرص العمل، واستكمال التعليم، وتيسير الزواج، وتزويدهم بالمهارات التي تعينهم على الاستقلال والاعتماد على النفس. وفي إطار برامج الاحتضان، تُشرف فرق مختصة على اختيار الأسر البديلة الملائمة للأطفال مجهولي النسب، وتتابع بشكل مستمر لضمان سلامة واستقرار عملية الاحتضان وتوفير بيئة أسرية صحية وآمنة للأطفال. ومن جانبه قدّم الوفد القطري تعريفاً بمركز رعاية الأيتام "دريمة"، والذي تأسس في دولة قطر عام 2002، يُعنى بتوفير الرعاية الشاملة لفئة الأيتام باعتبارهم جزءاً أصيلاً من نسيج المجتمع. يهدف المركز إلى ضمان استقرار الأطفال من خلال إلحاقهم بأسر حاضنة بديلة، والعمل على دمجهم الكامل في المجتمع، إلى جانب نشر الوعي المجتمعي بأهمية الاحتضان وأثره الإيجابي. ويسعى "دريمة" إلى توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال المستهدفين، وتقليل عدد المقيمين في دور الإيواء إلى أدنى مستوى ممكن، من خلال اعتماد حلول أسرية بديلة. كما يولي المركز اهتماماً كبيراً ببناء وتطوير القدرات المؤسسية لضمان استدامة وجودة خدماته. ويستهدف المركز الأطفال الذين فقدوا والديهم أو حُرموا من البيئة الأسرية الطبيعية بشكل مؤقت أو دائم، بشرط ألا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، بما يشمل مجهوليّ الوالد أو الوالدين، ضمن إطار من الرعاية المتكاملة والاحتضان الإنساني والاجتماعي. وجاءت هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات الخليجية المعنية بالرعاية الاجتماعية، والاطلاع على أفضل الممارسات في مجال حماية الطفل وتمكين الأطفال في المجتمع.